والثاني : نصب المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية (فأخبره) في جواب التمني ...
(٣٥) لكلّ عيش قد لبست أثوبا.
رجز صاحبه (معروف بن عبد الرحمن) ، ومعناه تصرفت في ضروب العيش وذقت حلوه ومرّه. والشاهد : جمع ثوب على أثوب والأكثر تكسيره على أثواب ، [اللسان (ثوب) ، وسيبويه / ٢ / ١٨٥ ، والأشموني / ٤ / ١٢٢ ، والعيني / ٤ / ٥٢٢].
(٣٦) ومعتد فظّ غليظ القلب |
|
كأن وريديه رشاء خلب |
غادرته مجدّلا كالكلب |
.. رجز لرؤبة بن العجاج. وقوله : وريديه : الوريدان : عرقان يكتنفان جانبي العنق. والرشاء : الحبل. والخلب : بالضم : الليف .. ورشاء ، بالإفراد ، وهو جائز في كلام العرب ، فقد يخبر بالمفرد عن المثنى ويروى «رشاءا» ... بالتثنية.
والشاهد : إعمال (كأن) مخفّفة كإعمالها مشدّدة ، تشبيها لها بالفعل الذي يخفّف ولا يتغير عمله ، كما تقول : لم يك زيد منطلقا. والوجه الرفع إذا خفّفت لخروجها عن شبه الفعل في اللفظ ، [سيبويه / ١ / ٤٨٠ ، واللسان (خلب) وشرح المفصل / ٨ / ٨٣ ، والخزانة / ١٠ / ٣٩٢ ، والإنصاف ص ١٩٨].
(٣٧) وبعض الأخلّاء عند البلا |
|
ء والرّزء أروغ من ثعلب |
وكيف تواصل من أصبحت |
|
خلالته كأبي مرحب |
من شعر النابغة الجعدي ، والخلالة : بضم الخاء وكسرها وفتحها الصداقة المختصة التي ليس فيها خلل. وأبو مرحب : كنية الظلّ وهو سريع التحول ، وقيل : كنية «عرقوب» المشهور بخلف الوعد.
والشاهد : «كأبي مرحب» فالجار والمجرور خبر لأصبح ، وأصل معمولي أصبح مبتدأ وخبر ، ولا يصلح أن يكون «كأبي مرحب» خبرا عن الخلالة التي هي الصداقة لأن هذا الخبر ليس هو عين المبتدأ ، فلزم أن يكون ثمة مضاف محذوف ، تقديره : أصبحت خلالته كخلالة أبي مرحب [سيبويه / ١ / ١١٠ ، والإنصاف ص ٦٢ ، ونوادر أبي زيد / ١٨٩].