.................................................................................................
______________________________________________________
استفهام. وحينئذ قال المصنف (١) : «يحكم للموضع بما يستحقه أيّ الاستفهامية لو وقعت فيه ويظهر أثر ذلك في الجواب والتّفصيل يعني البدل التّفصيلي».
فالجواب كقولك : خيرا ، لمن قال : ماذا صنعت ، والتّفصيل كقولك : أخيرا أم شرّا.
فلو جعل ذا بمعنى الذي لكان الرفع أولى في الحالين كما قال الشّاعر :
٣٥٦ ـ ألا تسألان المرء ما ذا يحاول |
|
أنحب فيقضي أم ضلال وباطل (٢) |
وعلى هذا تحمل قراءة أبي عمرو : قل العفو (٣) بالرفع وقراءة غيره بالنصب محمولة على الوجه الآخر.
وإنما كان الرفع في الجواب والتفصيل على الوجه الأول أولى ؛ لأن ما في موضع رفع وكان النصب فيهما أولى على الوجه الثاني ؛ لأن ما في موضع نصب فهذه ثلاثة معان لقولك ما ذا (٤). ـ
__________________
(١) أي في شرح التسهيل : (١ / ١٩٦).
(٢) البيت مطلع قصيدة للبيد بن ربيعة يرثي فيها النعمان بن المنذر. والقصيدة بتمامها في الديوان (ص ١٣١). ولبيد يذكر الإنسان بأن يزهد في الحياة فإنه لا بد ميت ، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يتكالب على الدنيا ويجري وراء المال.
الشاهد فيه قوله : ماذا يحاول ؛ حيث يجوز أن تكون ما ذا مبتدأ وذا فيه اسم موصول ، وجملة يحاول صلة له ، وقوله : أنحب بدلا من ذا الموصولة.
وقال آخرون : إن ما مبتدأ وذا زائدة وجملة يحاول هي الخبر والرابط محذوف.
وهل يجوز تركيب ها مع ذا ويجعلان اسما منصوبا بالفعل بعده؟ لا مانع في غير هذا البيت فيجوز أن تقول : ماذا تقرأ والمقدم مفعول ، أما هنا فرفع البدل دل على أن المبدل منه مرفوع حتما وهو ما ذا ، كما يجوز جعل ما ذا مبتدأ وخبرا وتجعل ذا إشارية والجملة بعدها حال.
كما يجوز إلغاء البدل المفرد وتجعل ما ذا مركبة مفعولا به ليحاول ونحب خبر مبتدأ محذوف والجملة هي البدل.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٢٨٣). وفي شرح التسهيل (١ / ١٩٧). والتذييل والتكميل (٣ / ٤٤).
(٣) سورةالبقرة : ٢١٩ وانظر القراءة في الحجة لابن خالويه (ص ٩٦) يقول : «من رفع العفو جعل ذا منفصلة من ما فيكون بمعنى الّذي فكأنه قال : ما الّذي ينفقون فقال : الّذي ينفقون العفو فيرفعه بخبر الابتداء لأنّه جعل الجواب من حيث سألوا».
«والحجّة لمن نصب : أنّه جعل ما ذا كلمة واحدة ونصب العفو بقوله : ينفقون كأنه قال : ينفقون العفو».
(٤) الأول : أن تكون ذا اسما موصولا ، الثاني : أن تكون اسم إشارة ، الثالث : أن تركب مع ما وتجعل كلمة واحدة.