.................................................................................................
______________________________________________________
الظاهر من كلام المصنف.
ثم كمل الشيخ التقسيم ، فقال (١) : «وإن وقع خبرا عن المصادر فالنصب نحو : القتال خلفك والضّرب قدامك. وإن وقع خبرا لغير الأماكن والمصادر وكان مضافا إلى نكرة نحو : زيد خلف حائط وبكر وراء جبل ، فالاتفاق على جواز الرفع والنصب ، أو إلى معرفة فالرفع والنصب عند البصريين مطلقا والنصب عند الكوفيين إن لم يملأه فإن ملأه فالرفع عندهم أحسن من النصب ، أو كان غير مضاف وكان مصحوبا بمن فالنصب والرفع نحو : زيد قريبا منك ، وقريب منك وناحية من الدّار وناحية من الدار.
وقال سيبويه (٢) : قال يونس : العرب تقول : هل قريبا منك أحد ، وقال الكسائي والفراء وهشام (٣) : يقال : عبد الله قريب منك وقريبا منك وبعيد منك ، ويقلّ في كلامهم : بعيدا منك ، وإنما قلّ لأنهم لما قالوا : عبد الله قربك وبقربك حسن ذلك مذهب المحلّ في قريبا منك. وإن كان غير مصحب بمن وفيه أل فالرّفع والنّصب عند البصريين والرفع فقط عند الكوفيين نحو : زيد الأمام أو اليمين أو الشمال. وإن كان بغير أل وعطف عليه منكور مثله فالاختيار عند الكوفيين الرفع ، والبصريون يسوّون بينهما نحو : القوم يمين وشمال ، وزيد مرأى ومسمع رفعا ونصبا ، أو لم يعطف عليه مثله رفعه الكوفيّون لا غير ، وجوّز البصريّون رفعه ونصبه ، قالوا : زيد خلفا وخلف وأماما وأمام. فإن كان الظرف مختصّا لم يجز أن يقع خبرا لا برفع ولا بنصب نحو : زيد دارك إلا في ما سمع نحو قولهم : زيد جنبك يعنون ناحية جنبك ولا يقاس عليه : زيد ركن الدّار لا برفع ولا بنصب (٤).
وقالت العرب (٥) : زيد قصدك نصبوا على المحلّ ، المعنى : مكان قصدك ، ولم يقولوا : زيد قيامك ولا عمرو قعودك وهم يعنون المكان ، وقصدك لا يقاس عليه غيره. ـ
__________________
(١) المرجع السابق.
(٢) انظر الكتاب: (١/٤٠٩) ونصه قال : «حدّثنا يونس أنّ العرب تقول في كلامها : هل قريبا منك أحد كقولهم : هل قربك أحد».
(٣) التذييل والتكميل (٢ / ٢١٥).
(٤) المرجع السابق.
(٥) لم أجد ذلك في التذييل والتكميل حتى آخر النقل.