.................................................................................................
______________________________________________________
لأن خير الاقتراب اقتراب.
وتقدير ضربي زيدا قائما : ضربي زيدا إذا كان قائما ، فالمبتدأ ضربي وخبره إذا ، وكان تامة ، وقائما حال من فاعلها وهو الضمير فهو صاحبها ، وزيدا تفسيره ، وهذا معنى قوله : عاملا في مفسّر صاحبها.
واحترز بذلك من مصدر لا يكون كذلك نحو : ضربي زيدا قائما شديد ؛ فالمبتدأ فيه مصدر عامل في صاحب الحال وفيها ، فلم يصلح أن يغني عن خبره ؛ لأنها من صلته (١).
وكذلك لو جعلت عاملها كان مقدرا مضافا إليها إذا وعلقت المضاف بالمصدر ـ فإن الحال حينئذ لا يغني عن الخبر ؛ لأنها معمولة لما أضيف إليه معمول المصدر ؛ فالجميع من صلته ، فلا يغني شيء منه عن الخبر (٢).
وتناول الاحتراز أيضا قولهم : حكمك مسمّطا (٣) ؛ فإن المبتدأ فيه مصدر مستغنى عن خبره بحال استغناء شاذّا ؛ لأن صاحب الحال ضمير عائد على المبتدأ الذي هو حكمك ، بخلاف ضربي زيدا قائما ؛ فإن صاحب الحال فيه فاعل كان المقدرة ، وهو ضمير عائد على زيد ، وزيد معمول المصدر المجعول مبتدأ ، والتقدير : حكمك لك مسمطا أي مثبتا ، فصاحب الحال الضمير المستكن في لك ، وهو عائد على المصدر ؛ فالحذف في هذا ونحوه شاذ غير لازم ، وفي نحو : ضربي زيدا قائما ـ
__________________
والبيت في : التذييل والتكميل (٣ / ٣٠٦) وهو في معجم الشواهد (ص ٣٩٣).
(١) معناه أن المصدر لا يعمل إلا في مفسر صاحب الحال ، وهو زيد في المثال ، ويكون الحال معمولا لكان المقدرة ، فإذا عمل المصدر في المفسر وفي الحال معا كالمثال المذكور ، فلا تغني الحال عن الخبر ؛ لأنها أصبحت من صلة المصدر.
(٢) معنى هذا الكلام أنه على فرض أن جعلت عامل الحال كان المقدرة هي وفاعلها ، وجعلت جملة الفعل والفاعل مضافا إليه ، والمضاف إذا وجعلت إذا الظرفية متعلقة بالمصدر ـ فلا بد من ذكر الخبر ؛ لأن الجميع تعلق بالمصدر :
المصدر عامل في إذا ، وإذا عملت في كان ، وكان عملت في الحال ، والشرط أن يعمل المصدر في مفسر صاحب الحال وحده ، وهو الاسم الظاهر «زيد في المثال».
(٣) بضم الميم وفتح السين وتشديد الميم مفتوحة. مثل من أمثال العرب (مجمع الأمثال : ١ / ٤٢٩) وهو في مجمع الأمثال بالرفع على الخبرية التي هي الأصل. والمسمط المرسل الذي لا يرد ، ومعناه : ـ ـ حكمك جائز لا يعقب ، ويروى المثل : حذ حكمك مسمّطا أي : جائزا نافذا.