٢ ـ بأنّ أبا بكر خشي ان يصرف علي ثروة قرينته في سبيل التوصل إلى السلطان.
وانّ موقفه من دعاوى الزهراء بعد ذلك واستبساله في رفضها قد يكون مرده إلى هذين السببين :
١ ـ إلى مشاعر عاطفية كانت تنطوي عليها نفس الخليفة رضياللهعنه عرضنا لجملة من أسبابها فيما سبق.
٢ ـ وحدة سياسية عامة بنى عليها الصديق سيرته مع الهاشميين وقد تبيناها من ظواهر الحكم يومئذ.
* * *
لعل أعظم رقم قياسي ضربه أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام للتضحية في سبيل الإسلام والإخلاص للمبدأ إخلاصاً جرده عن جميع الاعتبارات الشخصية وأقام منه حقيقة سامية سمو المبدأ ما بقي للمبدأ حياة هو الرقم الذي سجله بموقفه من خلافة الشورى وقدم بذلك في نفسه مثلاً أعلى للتفاني في المبدأ الذي صار شيئاً من طبيعته.
ان كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد تمكن من محو ضلال الوثنية فقد استطاع ان يجعل من علي بما أفاض عليه من حقائق نفسه عيناً ساهرة على القضية الإلهية فنامت فيه الحياة الإنسانية بأهوائها ومشاعرها وصار يحيا بحياة المبدأ والعقيدة (١).
__________________
(١) قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : علي مع الحق والحق مع علي. ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة راجع تاريخ بغداد للخطيب ج ١٤ ص ٣٢١ وتفسير الرازي ج ١ ص ١١١ وكفاية الطالب للكنجي ص ١٣٥ والمناقب لاخطب خوارزم ص ٧٧ وقال « ص » : اللهم أدر الحق معه حيث دار ، راجع مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٢٥ وكنز العمال ج ٦ ص ١٧٥ وجامع الترمذي ج ٢ ص ٢١٣.