والا لكان من أبرز
عناصر القصّة التي لا يمكن اغفالها.
٦ ـ ولاحظ بعض الباحثين في الآية
الكريمة نقطتين تفسران الإرث فيها بإرث النبوة.
الاولى ـ قول زكريا عاطفاً على كلمة ( يرثني
) : ـ ويرث من آل يعقوب ـ فان يحيى لا يرث أموال آل يعقوب ، وانّما يرث منهم
النبوّة والحكمة.
الثاني ـ ما قدمه النبي تمهيداً لدعائه
من قوله : وأني خفت الموالي من ورائي حيث انّ خوفه انّما كان بسبب الاشفاق على
معالم الدين والرغبة في بقائها باستمرار النبوّة لأنّ هذا هو اللائق بمقام
الأنبياء دون الحرص على الأموال والخوف من وصولها إلى بعض الورثة.
واعترض أصحابنا على النقطة الأولى بان
زكريا عليهالسلام لم يسأل
ربّه ان يرث ولده أموال آل يعقوب جميعاً وانّما أراد ان يرث منها فلا يكون دليلاً
على التفسير المزعوم.
وأمّا النقطة الثانية فهي من القرآئن
على التفسير الذي اخترناه لأنّ الخوف على الدين والعلم من ابناء العم لا معنى له
لأن اللطف الإلهي لا يترك الناس سدى بلا حجّة بالغة فمعالم الدين وكلمة السماء
محفوظة بالرعاية الإلهية والنبوّة مخصوصة أبداً بالأقلين من نوابغ البشر لا يخشى
عليها من السطو والنهب واذن فماذا كان يحسب زكريا ربّه صانعاً لو لم يمن عليه
بيحيى ، أكان يحتمل ان يكلف برسالته مواليه أعني بني عمومته مع عدم كفاءتهم للقيام
بواجب الرسالة الإلهية وعدم جدارتهم بهذا الشرف أو كان يرى انّ الله تعالى يهمل
أمر خلقه ليكون لهم الحجة عليه ليس هذا ولا ذاك مما يجوّزه نبي. وانّما خاف زكريا
من بني اعمامه على أمواله فطلب من الله ولداً رضياً يرثها. ولا جناح عليه في ذلك
اذ يحتمل ان