من الموجدة والوجدان ، وبنو عامر فى غير يجد كغيرهم ، وكذا قال صاحب الصحاح ، وأطلق صاحب العباب وتبعه صاحب القاموس فحكيا الضم فى هذه الكلمة ، ولم يذكرا بنى عامر ، قال السيرافى : وروى «يجدن» بالكسر فى البيت ، وصرح الفارابى وغيره بقصر لغة بنى عامر بن صعصعة على هذه اللفظة ، وكذا جرى عليه أبو الحسن بن عصفور ، فقال : وشذ من فعل الذى فاؤه واو لفظة واحدة ، فجاءت بالضم ، وهى وجد يجد ، قال : وأصله يوجد ، فحذفت الواو لكون الضمة هنا شاذة ، والأصل الكسر ، انتهى
وزعم ابن مالك فى التسهيل أن لغة بنى عامر فيما فاؤه واو من المثال ضم العين :
أى فيقولون : وعد يعد وولد يلد ، ونحو ذلك ، بضم العين
ورده أبو حيان فى الارتشاف ، قال : ويجد من الموجدة والوجدان بضم الجيم شاذ ، وقيل : لغة عامرية فى هذا الحرف خاصة ، وجعل ابن مالك ذلك قانونا كليا لغة بنى عامر فى كل ما فاؤه واو من فعل ليس بصحيح ، انتهى
وكذا اعترض عليه شراحه كابن عقيل والمرادى ، ويشهد لهم قول ابن جنى فى سر الصناعة : ضم الجيم من يجد لغة شاذة [غير معتد بها (١)] لضعفها وعدم نظيرها ومخالفتها ما عليه الكافة فيما هو بخلاف وضعها ، وقال أيضا فى شرح تصريف المازنى : فأما قول الشاعر *لا يجدن غليلا* فشاذ ، والضمة عارضة ؛ ولذلك حذفت الفاء كما حذفت فى يقع ويزع ، وإن كانت الفتحة هناك لأن الكسرة هى الأصل ، وإنما الفتح عارض (٢) ، انتهى
__________________
(١) هذه الكلمة غير موجودة فى كتاب سر الصناعة لابن جنى فى باب حرف الواو (نسخة خطية محفوظة فى مكتبتنا الخاصة)
(٢) فى شرح تصريف المازنى : «لأن الكسر هو الأصل» (نسخة خطية محفوظة فى مكتبتنا الخاصة)