فاقبل من الدّهر ما أتاك به |
|
من قرّ عينا بعيشه نفعه |
وصل حبال البعيد إن وصل ال |
|
حبل وأقص القريب إن قطعه |
وهى أكثر من هذا ، وقد شرحناها فى الشاهد الرابع والخمسين بعد التسعمائة من آخر شرح شواهد شرح الكافية
* * *
وأنشد بعده ، وهو الشاهد الخامس والثمانون ، وهو من شواهد سيبويه [من الرجز] :
٨٥ ـ يستوعب البوعين من جريره |
|
من لد لحييه إلى منحوره |
على أن أصله «من لدن» فحذفت النون
قال سيبويه : «فأما لدن فالموضع الذى هو أول الغاية ، وهو اسم يكون ظرفا ، يدلك على أنه اسم قولهم : من لدن ، وقد يحذف بعض العرب النون حتى يصير على حرفين ، قال الراجز غيلان *يستوعب البوعين ... إلى آخر البيتين»*
قال الأعلم : «أراد أن لد محذوفة من لدن منوية النون فلذلك بقيت على حركتها ، ولو كانت مما بنى على حرفين للزمها السكون كعن ونحوها ، وصف بعيرا أو فرسا بطول العنق ؛ فجعله يستوعب من حبله الذى يوثق به ؛ مقدار باعين ، فيما بين لحييه ونحره ، والمنحور والنحر : الصدر ، واللحى : العظم الأسفل من الشدق ، وسمى بذلك لقلة لحمه ، كأن اللحم لحى عنه : أى قشر ، والبوع : مصدر بعت الشىء بوعا إذا ذرعته بباعك ، والجرير : الحبل» انتهى كلامه وقبلهما :
يتبعن شهما لان من ضريره |
|
من المهارى ردّ فى حجوره |
قوله «يتبعن إلخ» أى : يتبع الإبل جملا «شهما» : أى حديد النفس ذكى
(ق ٢ ـ ١١)