قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    شرح شافية ابن الحاجب [ ج ٤ ]

    شرح شافية ابن الحاجب [ ج ٤ ]

    159/512
    *

    رؤيا : ريّا ، وأصلها رويا ، إلا أنهم أجروا الواو فى رويا وإن كانت بدلا من الهمزة مجرى الواو اللازمة فأبدلوها ياء وأدغموها فى الياء بعدها ؛ فقالوا : ريّا ، كما قالوا : طويت طيّا وشويت شيّا ، وأصلهما طويا وشويا ، ثم أبدلوا الواو ياء وأدغموها فى الياء فعلى هذا قالوا : ريّا ، ومن اعتد بالهمزة المنوية وراعى حكمها ـ وهو الأكثر والأقيس ـ لم يدغم فقال : رويا ، فهذا كله وغيره مما يطول ذكره ، يشهد باجرائهم غير اللازم مجرى اللازم ويقوى مذهب الكسائى ، إلا أن للفراء أن يحتج لقوله ببيت أبى دواد *ومتنان خظاتان* فهذا يقوى أن خظاتا تقديره خظاتان وأنشدوا بيتا آخر ، وهو قوله : [من الطويل]

    لنا أعنز لبن ثلاث فبعضها

    لأولادها ثنتا وما بيننا عنز

    تقديره ثنتان ، فحذف النون» وهذا آخر كلام ابن جنى (١)

    وبقى فى البيت قول ثالث ، وهو أن خظاتا مثنى حذفت نونه للاضافة إلى قوله «كما أكب» وهو قول أبى العباس المبرد ، نقل عنه ياقوت الحموى فى معجم الأدباء فى ترجمة أبى العباس أحمد الشهير بثعلب رحمه الرب ، ونقله عنه أيضا علم الدين السخاوى فى سفر السعادة ، وعبارتهما واحدة ، قالا : قال أحمد بن يحيى ثعلب : دخلت على محمد بن عبد الله فاذا عنده أبو العباس المبرد وجماعة من أصحابه وكتابه ؛ فلما قعدت قال لى محمد بن عبد الله : ما تقول فى بيت امرىء القيس

    *لها متنتان خظاتا ... البيت*

    قال : فقلت : أما الغريب فانه يقال : لحم خظا بظا ، إذا كان صلبا مكتنزا ، ووصفه بقوله «كما أكب على ساعديه» أى فى صلابة النمر إذا اعتمد على يديه ، والمتن : الطريقة من عن يمين الصلب وشماله ، وأما الإعراب فإنه خظتا ، فلما

    __________________

    (١) لو تصفحت كلام ابن جنى فى حرف النون من سر الصناعة لوجدت المؤلفه لم ينقله بنصه الكامل بل تصرف فيه بعض التصرف من غير إخلال بالمقصود