تحذف آخر اللامين دون الواو ، وإن كان تضعيف الحرف الأصلي ؛ لكونه طرفا مع تحرك الواو ، بخلاف ياء خفيدد ، وأيضا للقياس على الخماسى الملحق هو به ، وقال المبرد ، وحكاه عن المازنى : إنك تقول عثيلّ نظرا إلى كون اللام مضعف الحرف الأصلى دون الواو ، وإذا كان السماع عن العرب على ما ذكر سيبويه مع أنه يعضده قياس ما فلا وجه لما قال المبرد لمجرد القياس
وإذا صغرت ألنددا فانك تحذف النون قولا واحدا ؛ لأن الدالين أصليان ، إذ هو من اللّدد ، والهمزة لتصدرها تحصّنت من الحذف فاذا حذفتها قال سيبويه أليدّ بالإدغام كأصيمّ ، وقال المبرد : بل أليدد بفك الإدغام لموافقة أصله ، وقول سيبويه أولى ؛ لأنه كان ملحقا بالخماسى لا بالرباعى ، فلما سقطت النون لم يبق ملحقا بالخماسى ، ولم يقصد فى الأصل إلحاقه بالرباعى حتى يقال أليدد كفريدد ، فتقول على هذا فى عفنجج عفيجّ (١) بالادغام أيضا كأصيمّ
وإذا صغرت ألببا وحيوة (٢) وفكّ الإدغام فيهما شاذ ، قلت : أليبّ وحييّة بالإدغام فيهما ؛ لأن هذا الشذوذ مسموع فى المكبر لا فى المصغر ، فلا تقيسهما فى الشذوذ على مكبريهما ، بل يرجعان إلى أصل الإدغام
وإن كانت الزيادتان فى الثلاثى متساويتين من غير فضل لإحداهما على الأخرى فأنت مخير فى حذف أيتهما شئت ، كالنون والواو فى القلنسوة ، ولو قيل إن حذف الواو لتطرفها أولى لم يبعد
__________________
(١) وقع فى الأصل سفنجج ولم نجد له معنى فى كتب اللغة التى بين أيدينا فأصلحناه إلى عفنجج وهو كما تقدم الضخم الأحمق
(٢) قال فى اللسان : «بنات ألبب : عروق فى القلب يكون منها الرقة ، وقيل لأعرابية تعاتب ابنها : مالك لا تدعين عليه؟ قالت : تأبى له ذلك بنات ألببى ، قال الأصمعى : كان أعرابى عنده امرأة فبرم بها فألقاها فى بئر فمر بها نفر فسمعوا