تيينا لتأنيثهما ، وفى وراء قولان : أحدهما (١) أن لامه همزة ، قالوا : يقال : ورّأت بكذا : أى ساترت به ، ومنه الحديث أن النبى صلىاللهعليهوسلم «كان إذا أراد سفرا ورّأ بغيره» وأصحاب الحديث لم يضبطوا الهمزة فرووا «ورّى بغيره» ، وقال بعضهم : بل لامه واو أو ياء ، مثل كساء ورداء ، من ورّيت بكذا ، وهو الأشهر ، فتصغيره على هذا ورية لا غير ، بحذف الياء الثالثة كما فى سميّة تصغير سماء
ومذهب أبى عمرو أنه إذا حذف ألف التأنيث المقصورة خامسة فصاعدا كما يجىء أبدل منها تاء ، نحو حبيّرة فى حبارى ولغيغيزة فى لغّيزى (٢) ، ولم ير ذلك غيره من النحاة ؛ إلا ابن الأنبارى فانه يحذف الممدودة أيضا خامسة فصاعدا ، ويبدل منها التاء كالمقصورة ، ولم يوافقه أحد فى حذف الممدودة
قوله «ويحذف ألف التأنيث المقصورة غير الرابعة» إنما تحذف خامسة
__________________
(١) قال فى اللسان : «ووريت الخبر أوريه تورية إذا سترته وأظهرت غيره كأنه مأخوذ من وراء الانسان ، لأنه إذا قال وريته فكانه يجعله وراءه حيث لا يظهر» اه ، فقد أشار إلى أن التورية من مادة وراء وإن لم يصرح بذلك ، فتكون الهمزة فى وراء منقلبة عن ياء لتطرفها إثر ألف زائدة. ومثل الذى ذكره صاحب اللسان قول ابن الأثير فى النهاية : «كان إذا أراد سفرا ورى بغيره : أى ستره وكنى عنه وأوهم أنه يريد غيره ، وأصله من الوراء : أى ألقى البيان وراء ظهره» اه
(٢) الحبارى ـ بضم أوله وتخفيف ثانيه ـ : طائر يقع على الذكر والأنثى ، والواحد والجمع ، وهو على شكل الأوزة قال الجوهرى : وألفه ليست للتأنيث ولا للألحاق ، وإنما بنى الاسم عليها فصارت كأنها من نفس الكلمة لا تنصرف فى معرفة ولا نكرة : أى لا تنون» اه وهذا كلام ينقض آخره أوله لأن الألف التى ليست للتأنيث ينصرف الاسم معها سواء أكانت للألحاق أم لم تكن ، وعدم الصرف فى المعرفة والنكرة دليل على أن الألف للتأنيث ، وقوله وإنما بنى الاسم عليها الخ كلام لا معنى له. واللغيزى بضم أوله وتشديد ثانيه مفتوحا ـ : مثل اللغز ـ كقفل