قال قصيدة قبل رويّها ياء أو واو ساكنة مفتوح ما قبلها فهى مردفة ولزمه أن يأتى بها فى جميع القصيدة كما فى قوله : ـ
٣٤ ـ ومهمهين قذفين مرتين |
|
ظهراهما مثل ظهور التّرسين (١) |
قوله «إلا فى تاء التأنيث» لأنها كلمة مركبة مع الأولى وإن صارت كبعض حروف الأولى من حيث دوران الاعراب عليها ، وآخر أولى الكلمتين المركبتين مفتوح ، فصار حكم التاء فى فتح ما قبلها فى المصغر والمكبر سواء
قوله «وألفى التأنيث» أى المقصورة والممدودة ، نحو حبيلى وحميراء ، وإنما لم يكسر ما قبلهما إبقاء عليهما من أن ينقلبا ياء ، وهما علامتا التأنيث ، والعلامة لا تغير ما أمكن ، أما لزوم انقلاب علامة التأنيث ياء فى المقصورة فظاهر ، وأما فى الممدودة فالعلامة وإن كانت هى الهمزة المنقلبة عن ألف التأنيث ، والألف التى قبلها للمد كما فى حمار ، لكن لما كان قلب ألف التأنيث همزة لا واوا ولا ياء للألف التى قبلها ، كما ذكرنا فى باب التأنيث ، استلزم قلب الأولى ياء قلب الثانية ياء أيضا كما فى قوله :
٣٥ ـ * لقد أغدو على أشقر يغتال الصّحاريّا (٢) *
__________________
(١) هذان بيتان من الرجز المشطور من أرجوزة طويلة لخطام بن نصر بن عياض بن يربوع المجاشعى الدارمى. ومهمهين : تثنية مهمه وهو القفر المخوف. وقذفين : تثنيه قذف ـ بفتحتين كبطل ـ وهو البعيد من الأرض. ومرتين : تثنية مرت ـ بفتح فسكون ـ وهو الأرض التى لا ماء بها ولا نبات. والظهر : ما ارتفع من الأرض ، شبهه بظهر الترس فى ارتفاعه وتعريه من النبات
(٢) هذا البيت للوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان. وأراد بالأشقر الفرس الذى لونه الشقرة ، وهى حمرة صفة بخلاف الشقرة فى الأنسان ؛ فأنها فيه حمرة يعلوها بياض. ويغتال : يهلك ، واستعاره لقطع المسافة بسرعة شديدة. والصحارى