النحل ما بقي منها شئ الا اكلته ، ولو ان الناس علموا ما في اجوافكم من حبنا اهل البيت لاكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم في السر والعلانية ، رحم الله عبدا منكم مات على ولايتنا.
وروى عن هرون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة انه قال : قيل لابي عبد الله (ع) ان الناس يروون ان عليا (ع) قال على منبر الكوفة : ايها الناس انكم ستدعون إلى سبي فسبوني : ثم تدعون إلى البراءة مني فلا تتبرءوا مني ، فقال (ع) ما أكثر ما يكذب الناس على علي (ع) ان عليا قال : انكم ستدعون إلى سبي فسبوفي ، نم ستدعون إلى البراءة مني ، واني لعلى دين محمد (ع) ولم يقل لا تتبرءوا مني ، فقال له السائل : ارأيت ان اختار القتل دون البراءة ، فقال : والله ما ذلك عليه ، وماله الا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث اكرهه اهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان ، فانزل الله ، الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان.
فقال له النبي (ص) يا عمار ان عادوا فعد فقد انزل الله عذرك وامرك ان تعود ان عادوا اليك.
وروى عن عبد الله بن اسد عن عبد الله بن عطاء انه قال : قلت لابي جعفر الباقر (ع) رجلان من اهل الكوفة اخذا فقيل لهما ابرءا من علي ، فبرئ احدهما وابى الآخر فخلي سبيل الذي برئ وقتل لآخر ، فقال (ع) اما الذي برئ فرجل فقيه في دينه ، واما الذي لم يبرأ فرجل تعجل إلى الجنة (١).
__________________
(١) انظر ص ٢١٧ و ٢١٨ و ٢٢٠ و ٢٢١ ، فالذي برئ فقيه في دينه لانه استطاع ان يتخلص من القتل باظهار كلمة البراءة من علي وقلبه عامر بحبه وولائه فهو كغيره من المسلمين الاولين الذين اكرههم المشركون على البراءة من محمد (ص) ورسالته فأنزل الله فيهم «الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان» والثانى تعجل إلى الجنة لانه لم يشأ ان يتنازل ولو بلسانه عن ولائه لعلي وآله الطيبين واعطى لغيره مثلا رائعا في البطولة والفداء من اجل الحق والعقيدة.