ومما يؤيد ذلك ان المتتبع في اسانيدها لا يجد رواية يخلو سندها عن احد الغلاة أو المتهمين بالانحراف والكذب ، وعلي وابناؤه الائمة الهداة الذين اختارهم الله ائمة لعباده يدعون إلى الحق وبه يعملون في غنى عن هذه التأويلات التي لا تساعد عليها ظواهر تلك الآيات ولا تؤيدها نصوص القرآن الكريم.
ان اكثر هذه المرويات لا تنسجم مع سيرة اهل البيت (ع) الذين قالوا : انا إذا حدثنا لا نحدث الا بما وافق كتاب الله ، وان ما خالف كتاب الله فليس منا ، وهل ينسجم قولهم هذا : مع تفسير قوله تعالى ، الذي نسبه الغلاة إليهم ، ائت بقرآن غير هذا أو بدله ، اي بدل عليا (ع) كما جاء في رواية محمد بن جمهور عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر ، ومع تفسير قوله تعالى : «ما سلككم في سقر ، قالوا لم نك من المصلين» اي لم نك من اتباع الائمة (ع) الذين قال الله فيهم : «والسابقون السابقون ، اولئك المقربون».
ان ابا عبد الله الصادق الصدوق اجل شأنا وارفع قدرا من ان يتصرف في كتاب الله بما يذهب بهاءه وروعته ويطمس من اضوائه النيرة الساطعة التي هزمت فصحاء العرب وبلغاءهم وارتدوا على اعقابهم خاسرين مدحورين.
«قل لو اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بآية من مثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا».
وروى عن علي بن اسباط وعلي بن ابي حمزة عن ابي بصير ان ابا عبد الله الصادق (ع) قرأ فستعلمون يا معشر المكذبين حيث انبأتكم رسالة ربي في ولاية علي والائمة من بعده من هو في ضلال مبين. وانه قال : ان الآية «ان تلووا وتعرضوا اصلها ان تلووا الامر وتعرضوا