لا قال فاني لارى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر (١).
وروى عن حذيفة اليمان ، ان الناس كانوا يسألون رسول الله (ص) عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركنى ، فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاء فا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم ، وفيه دخن : قلت وما دخنه؟ قال قوم يهدون بغير هدى تعرف منهم وتنكر (٢) قلت : في بعد ذلك الخير من شر ، قال نعم. دعاة على ابواب جهنم من اجابهبم إليها قذفوه فيها ، قلت صفهم لنا : قال هم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا ، قلت فما تأمرني ان ادركني ذلك ، قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم ، قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام ، قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض باصل شجرة حتى يدركك الموت.
وروى عن نافع انه قال : لما خلع اهل المدينة يزيد بن معاوية ، جمع ابن عمر ولده وحشمه وقال : اني سمعت رسول الله (ص) يقول : ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة ، وانا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله ، واني لا اطم غدرا اعظم من ان يبايع رجل على بيع الله ورسوله. ثم ينصب له القتال واني والله لا اعلم احدا منكم خلعه وبايع غيره الا كانت الفيصل بيني وبينه.
وروى عنه ايضا انه لما انتهت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان في له ببيعته وبيعة ولده وذويه واكد له وفاءه بها عليا (ع) تمنع عن بيعته هو وولده ووقف منها موقف المحتاط لدينه على حد زعمه ، وهو مع ذلك يحتضن نبأ استخلاف عبد الملك ويستبق الناس
__________________ـ
(١) انظر ص ٢٢٢ نفس المصدر هذه الرواية والتي قبلها تشير الى الامويين وابو هريرة يعرفهم باسمائهم وانهم بنو سفيان وبنو مروان ولكنه وفاء منه لاسياده الامويين لم يشأ ان يصرح بهم في حديثه مع مروان وهم اول من مشى في خط عريض يتنافى مع الانظمة الاسلامية وسيرة الرسول (ص) وخلفائه الطيبين.
(٢) يريد بذلك انهم اخذوا بشئ من الحق وشئ من الباطل.