والكذب : ونفترض ذلك امرا واقعا ، ولكن هل يستطيع باحث مجرد ان ينزه اخصاج علي كمعاوية واتباعه ومن يحمل روحه ومبادئه عن الوضع والكذب وبذل الاموال لهذه الغاية. مع ان التاريخ مشحون بالشواهد على انه قد اصدر امرا وزعه على جميع عماله في مختلف العواصم وامرهم بوضع الاحاديث في فضل الخلفاء وبخاصة قريبه عثمان ، ووضع الاحاديث التي تسئ إلى علي وبنيه.
أصحيح ان رسول الله (ص) قال : من اراد ان ينظر إلى رجلين من اهل النار فلينظر إلى هذين. فنظرت السيدة عائشة وإذا بعلي والعباس قد اقبلا نحو رسول الله (ص) كما روى ذلك جماعة من المحدثين عنها ، اصحيح ان رسون الله (ص) قال : ان عليا يموت على غير ديني ، كما روى عروة بن الزبير عن خالته عائشة أو ليست بعض المرويات المدونة في الصحاح عن جماعة من الصحابة كأبى هريرة وامثاله اضر على الاسلام واكبر خطرا مما يسميه السباعي واسلافه بالبدع كما سنشير إليها خلال الفصول الآتية ، أو ليس معاوية اول من ادخل البدع في دين الله ودعا إليها وعاقب على تركها وفرض مسبة علي وبنيه على الخطباء وائمة المساجد. واستمر الامر على ذلك قرنا كاملا من الزمن وقد قال رسول الله (ص) : من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها.
أو لم يقل رسول الله (ص) لعمار : يا عمار تقتلك الفئة الباغية وهل ينكر احد من المحدثين ، قتل معاوية واتباعه لعمار بن ياسر ومن على شاكلته من صحابة النبي الميامين.
افلا يكفي معاوية ان يكون في عداد المبتدعة تسليط ولده الفاجر المستهتر في دين الله على المسلمين : مع العلم بانه قد خالف بذلك سيرة