وهذا وجه للاشكال وجيه ، ذكره صاحب
التحفة الإثنا عشرية
، فإنْ تمّ سقط الإستدلال بعموم الإستثناء.
ولكن عندما نراجع ألفاظ الحديث نجد فيها
مجيء كلمة « النبوّة » مستثناة بعد « إلاّ » ، وليس هناك جملة خبرية ، وسند هذا الحديث
أو هذه الأحاديث سند معتبر ، وممّن نصّ على صحّة سند الحديث بهذا اللفظ : ابن كثير
الدمشقي في كتابه في التاريخ البداية والنهاية .
على أنّ من المقرّر عندهم في علم الأصول
وفي علم البلاغة أيضاً : إنّ الأصل في الإستثناء هو الاتّصال ، ولا ترفع اليد عن
هذا الأصل إلاّ بدليل ، إلاّ بقرينة ، وأراد صاحب التحفة أن يجعل الجملة الخبرية
المستثناة قرينة ، وقد أجبنا عن ذلك بمجيء المستثنى إسماً لا جملة خبريّة.
ولو أردتم أن تطّلعوا على تعابيرهم
وتصريحاتهم بأنّ الأصل في الإستثناء هو الاتّصال لا الانقطاع ، فراجعوا كتاب
المطوّل ، هذا الكتاب الموجود بأيدينا ، الذي ندرسه وندرّسه في الحوزة
__________________