فاعل أو مفعول به «الرّاكب» : فاعل «نزل». و «الفارس» فاعل «قدم».
ويحذف المنعوت أيضا إذا كان النّعت مصدرا نائبا عن صفته مضافا إلى مثل المنعوت المحذوف ، مثل : «أكرمته أحسن الإكرام» والتقدير : أكرمته إكراما أحسن الإكرام ومثل : أصغيت إليه أيّ إصغاء. والتقدير : أصغيت إصغاء أيّ إصغاء. ويحذف أيضا إذا كان في الكلام ما يصلح أن يحلّ محلّه في الإعراب ، كقوله تعالى : (أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ)(١) والتقدير : دروعا سابغات وإذا كان معلوما أي : اختصّ معنى النعت به وقصر عليه مثل : «جاء قائد صاهلا» أي : قائد فرسا صاهلا. لأن النعت «صاهلا» لا يصلح إلا للفرس فهو مختص به.
ويجوز حذف المنعوت إذا كان النّعت جملة أو شبه جملة والمنعوت مرفوعا وبعضا من اسم متقدّم مجرور بـ «من» أو «في» مثل : المحسنون يذكر فضلهم فمنهم من ينفق من ماله ومنهم من ينفق من وقته ومنهم من يعطي كل ما ملكت يداه. فالمنعوت هو «هم» مجرور بـ «من» والتقدير : منهم قسم ، ومثل : «لما توفي والدي بكى الجميع فلم يبق فيهم إلا لطم خدّه أو شقّ ثوبه أو فقد وعيه ...» والتقدير : «إلا إنسان لطم خده أو انسان شقّ ثوبه ، أو إنسان فقد وعيه» .. فالمنعوت «إنسان» محذوف والتقدير لم يبق في الناس إلا إنسان ...
١٧ ـ حذف النعت والمنعوت معا : إذا دلّت القرينة على النّعت والمنعوت معا فيجوز حذفهما معا ، كقوله تعالى : (ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) أي : لا يحيا حياة هانئة.
١٨ ـ ترتيب النّعوت : إذا تعدّدت النّعوت وكانت كلّها مفردة جاز ترتيبها على حسب ما يريده المتكلّم وكذلك إذا تعدّدت وكانت كلّها من الجمل أو من شبه الجمل. مثل : «أحبّ الطالب الناجح المجتهد الشجاع» .. ومثل : «شاهدت لصّا شعره مشعّث عيناه دامعتان وجهه شاحب» فالجملة الاسمية «شعره مشعّث» هي نعت للمنعوت «لصّا» ومثلها الجملة الاسمية «عيناه دامعتان» والجملة «وجهه شاحب». فلا ترتيب بين هذه النعوت الجمل إلّا ما يريده المتكلّم. ومثل :رأيت رجلا على مقعده ، في سيّارته ، على درّاجته ، فكل من شبه الجملة «على مقعده» ، «في سيّارته» ، «على درّاجته» يقع نعتا ولا ترتيب بينها إلا ما يريده المتكلم. أمّا إذا اختلف نوعها فالأغلب أن يتقدم النّعت المفرد ويأتي بعده شبه الجملة وبعدها الجملة ، مثل : «وقفت حمامة حزينة على غصن تستمع إلى شكوى جارها المسجون». وكقوله تعالى : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ) فالنّعت المفرد «مؤمن» تقدم على شبه الجملة «من آل» التي تقدّمت على الجملة الفعلية «يكتم إيمانه». وقد تتقدم الجملة على المفرد ، كقوله تعالى : (وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ) فجملة «أنزلناه» الفعلية واقعة نعتا تقدم على النّعت المفرد «مبارك».
١٩ ـ عطف النعوت : إذا تعددت النّعوت المفردة وكانت مختلفة في المعنى يجوز العطف بينها ، ولا فرق بين أن تكون هذه النعوت متبوعة كلها أو متبوعة في بعضها ، ومقطوعة في البعض الآخر ، مثل : «مررت بزيد التاجر المسكين الشاعر». أو التاجر والمسكين والشاعر. أما إذا تعددت النعوت وكانت من الجمل فالأكثر العطف بينها مثل : «يعجبني من
__________________
(١) من الآية ١١ من سورة سبأ.