ملاحظات :
١ ـ أجاز بعض النّحويين دخول «إذا» على الجملة الاسميّة بدليل قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ)(١) وعارضهم آخرون من النّحاة الكوفيّين بتأويل الآية ، وجعلوا «السماء» فاعلا لفعل محذوف يفسّره الفعل الظّاهر والتقدير : إذا انشقّت السماء انشقت.
٢ ـ أجاز فريق من النّحاة إضافة «حيث» إلى المفرد مع بقائها مبنيّة على الضم بدليل قول الشاعر :
أما ترى حيث سهيل طالعا |
|
نجم يضيء كالشهاب لامعا |
«حيث» ظرف مبنيّ على الضّمّ في محل نصب على الظرفيّة وهو مضاف «سهيل» مضاف إليه ومثل قول الشاعر :
ويطعنهم تحت الخبا بعد ضربهم |
|
ببيض المواضي حيث ليّ العمائم |
«حيث» ظرف مبنيّ على الضّمّ وهو مضاف «ليّ» مضاف إليه.
٣ ـ ساق بعض النّحاة عدّة أسباب لملازمة هذه الظروف للإضافة فمنها : أنّها تلازم الإضافة لعدم إفادتها مفردة ، ومنها لأنها تكون أخبارا عن الاسم كما يكون الفعل خبرا عن الاسم ، والحقيقة أن السبب في ملازمتها الإضافة نطق العرب بها مضافة ، ليس غير.
المضاف إلى معرفة
اصطلاحا : قد يضاف الاسم إلى أحد المعارف الخمس التالية : الضمير ، العلم ، اسم الموصول ، اسم الإشارة والاسم المقرون بـ «أل» أما إذا كان المضاف مشتقا أضيف إلى معموله فيبقى نكرة والإضافة لفظيّة. ويتدرّج المضاف إلى معرفة في تعريفه بنفس الرّتبة التي يعرّف بها الاسم المضاف إليه. أما المضاف إلى الضّمير فيكون برتبة العلم. وأعرف المعارف اسم الجلالة وضميره ثم الضمير : المتكلم ـ المخاطب ـ الغائب. ثم العلم ، ثم الموصول ، ثم الإشارة ، ثم ما فيه «أل».
المضاف إلى ياء المتكلّم
حكمه :
١ ـ إذا أضيف الاسم إلى ياء المتكلم وجب كسر آخره لمناسبة «الياء».
٢ ـ أمّا «الياء» فيجوز أن تكون ساكنة مثل : «صحبي» أو مفتوحة ، مثل : «قلمي» كقوله تعالى : (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٢) «صلاتي» اسم «إنّ» منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة لـ «الياء» وهو مضاف و «ياء» المتكلم ضمير متصل مبنيّ على السّكون في محل جرّ بالإضافة ومثلها : «نسكي» ، و «مماتي». أما «محياي» فـ «الياء» فيها مبنيّة على الفتح.
٣ ـ إذا أضيف الاسم المقصور إلى ياء المتكلم يجب تسكين آخره وبناء «ياء» المتكلّم على الفتح مثل قوله تعالى : (إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ)(٣) «محياي» اسم «إنّ» منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم وهو مضاف
__________________
(١) من الآية الأولى من سورة الانشقاق.
(٢) من الآية ١٦٢ من سورة الأنعام.
(٣) من الآية ١٦٢ من سورة الأنعام.