المبتدأ صريحا ، مثل : «الأقمار صريحة» أو ضميرا منفصلا ، كقول الشاعر :
ونحن أناس نحبّ الحديث |
|
ونكره ما يوجب المأثما |
وفيه «نحن» ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. وقد يكون المبتدأ جملة بحسب أصلها ولكنها صارت محكيّة ، والمبتدأ مفرد يتضمّن معناها. كأن يقول قائل : أريد أن تدلني على آية قرآنيّة فيجيب : (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً :) آية قرآنية. فالآية من أوّلها : قول ... إلى آخرها : أذى ... مبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها الحكاية. وكلمة «آية» : خبر المبتدأ مرفوع بالضّمّة. «قرآنية» : نعت. ومثل : «صديقك من صدقك لا من صدّقك» : مثل قديم. فالمثل : «صديقك ... صدّقك» : مبتدأ. خبره «مثل».
و «قديم» نعت مرفوع. وقد يكون المبتدأ اسما بالتأويل ، مثل : «أن تتجنّب البغضاء والغضب أسلم لك». والتأويل تجنبك البغضاء أسلم لك.
فالمصدر المؤوّل من «أن» وما بعدها في محل رفع مبتدأ.
حكم المبتدأ الوصف : المبتدأ الذي لا يحتاج الى خبر لا بدّ أن يكون وصفا منكّرا أي : مشتقا يجري مجرى الفعل ، في المشاركة في الحروف بحركاتها وسكناتها ، وفي عملها ، ومعناها كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبّهة ، واسم التّفضيل ... ويتضمّن ضميرا. أمّا المشتقّ الذي لا يتضمّن ضميرا ، لا يجرى مجرى الفعل ولا يتأوّل به ، كاسم الآلة واسم الزمان ، كما في قول الشاعر :
الرّفق يمن وخير القول أصدقه |
|
وكثرة المزح مفتاح العداوات |
فكلمة «مفتاح» اسم آلة مشتقّ من الفعل «فتح» وقع خبرا دون أن يتحمّل ضميرا. ولا يقع الوصف مبتدأ إلا بالشروط التالية :
١ ـ إذا تقدّمه نفي أو استفهام ولم يطابق موصوفه في التثنية ولا في الجمع مثل :
خليليّ ما واف بعهدي أنتما |
|
إذا لم تكونا لي على من أقاطع |
حيث ورد الوصف «واف» وقد تقدّمه حرف النفي «ما» ولم يطابق موصوفه «أنتما» في التثنية فهو مبتدأ. والفاعل بعده «أنتما» سدّ مسدّ الخبر.
٢ ـ إذا تقدّمه نفي أو استفهام وطابق موصوفه في الإفراد جاز أن يكون مبتدأ ، وما بعده مرفوعا سد مسدّ الخبر ، أو خبرا مقدّما وما بعده مبتدأ مؤخّر ، مثل : «أقاطن أخوك في المدينة» حيث تقدّم الاستفهام بالهمزة على الوصف «قاطن» وهو مفرد وطابق موصوفه «أخوك» في الإفراد ، فهو مبتدأ و «أخوك» فاعل سدّ مسدّ الخبر.
«والكاف» : في محل جرّ بالإضافة. أو هو خبر مقدّم و «أخوك» مبتدأ مؤخّر ، و «الكاف» : في محل جرّ بالإضافة.
٣ ـ إذا تقدّمه نفي أو استفهام وطابق موصوفه في التّثنية ، والجمع ، فيجب أن يكون الوصف خبرا مقدّما وما بعده مبتدأ مؤخرا ، مثل : «أقاطنان أخواك في المدينة» «قاطنان» خبر مقدم مرفوع بالألف لأنه مثنى. «أخواك» : مبتدأ مؤخّر مرفوع بالألف لأنه مثنى ، «والكاف» : في محل جرّ بالإضافة ، ومثل : «أمحبوبون إخوتك في المدرسة» «محبوبون» : خبر مقدم مرفوع «بالواو» لأنه جمع مذكر سالم. «إخوتك» : مبتدأ مؤخّر