أمد بعيد بينها وبينه ، هذا على رأي بعض النحويين ، لكنها قد تدخل على جملة فعلية ، والمصدر المنسبك منها مع ما دخلت عليه خبر لناسخ ، كقول الشاعر :
وربّما فات قوما جلّ أمرهم |
|
من التّأنّي ، وكان الحزم لو عجلوا |
حيث أن المصدر المنسبك من «لو» مع ما بعدها في محل نصب خبر «كان». وأمّا قول الشاعر :
تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا |
|
عليّ حراصا لو يسرّون مقتلي |
فقد وردت «لو» مع ما دخلت عليه في محل بدل اشتمال من «ياء» المتكلم المجرورة بـ «على».
٢ ـ وتستعمل «لو» للتّعليق في المستقبل فتكون بمعنى «إن» ، كقول الشاعر :
ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا |
|
ومن دون رمسينا من الأرض سبسب |
حيث وردت «لو» الداخلة على المضارع شرطيّة ، بدليل القول بعد هذا البيت : لظلّ ...
أما إذا دخلت على الماضي يؤوّل بالمستقبل ، كقوله تعالى : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا)(١) والتقدير : لو يتركون.
٣ ـ وتستعمل «لو» للتّعليق في الماضي فيمتنع الشّرط ، ومن النّحويين من يمنع الجواب ، أي : أنه إذا لم يكن لجوابها شرط غيره وجب امتناعه ، لذلك يقال في إعراب «لو» : حرف امتناع لامتناع ، أي : حرف يدل على امتناع الجواب لامتناع الشرط ، وإذا كان امتناع الشرط دائما وجب أن يكون امتناع الجواب دائما ، كقوله تعالى : (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها) وإذا دخلت على المضارع أوّل بالماضي ، كقوله تعالى : (لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ)(٢).
وتختصّ «لو» بجواز دخولها على الفعل ، ويجوز أن تدخل على اسم يكون فاعلا أو معمولا لفعل محذوف ، كقول الشاعر :
أخلّاى لو غير الحمام أصابكم |
|
عتبت ولكن ما على الموت معتب |
حيث دخل «لو» على اسم هو فاعل لفعل محذوف فسّره الفعل الظاهر والتقدير : لو أصابكم غير الحمام ؛ وهذا قليل. ويجوز أن تدخل على «أنّ» ومعموليها ، كقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا)(٣) وتقدير «أنّ» مع معموليها في محل رفع مبتدأ ، لا خبر له ، وقيل : له خبر محذوف ، وقيل : فاعل لفعل محذوف تقديره «ثبت».
وجواب «لو» إما أن يكون ماضيا في المعنى واللفظ كقوله تعالى : (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها)(٤) فجملة «لرفعناه بها» لا محل لها من الإعراب لأنها جواب «لو» ، والفعل «رفعناه» ماض لفظا ومعنى.
وقد يكون الجواب ماضيا في المعنى فقط ، مثل : لو لم يخف الله لم يعصه فالمضارع «لم يعصه» مؤول بالماضي والتقدير : «ما عصاه». وقد يكون هذا الجواب مثبتا مقترنا باللام كالآية السابقة وكقوله تعالى : (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً)(٥) أو مثبتا غير مقترن باللّام ، كقوله تعالى : (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً)(٦). وقد يكون
__________________
(١) من الآية ٩ من سورة النساء.
(٢) من الآية ٤ من سورة الحجرات.
(٣) من الآية ٥ من سورة الحجرات.
(٤) من الآية ١٠٣ من سورة البقرة.
(٥) من الآية ٧٠ من سورة الواقعة.
(٦) من الآية ٧٠ من سورة الواقعة.