ولكنّما أسعى لمجد مؤثّل |
|
وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي |
وعلى الجمل الاسميّة كقول الشاعر :
ولكنّما أهلي بواد أنيسه |
|
سباع تبغّى النّاس مثنى وموحد |
وفي كلا الحالتين «لكنما» كافّة ومكفوفة. لا عمل لها. ويرجع ما بعدها من الجملة الاسمية مبتدأ وخبرا.
لا يكون
اصطلاحا : هي إحدى أدوات الاستثناء الأفعال ، ولا يتقدّم عليها من أحرف النفي إلّا «لا» ، والاسم بعدها يكون منصوبا وجوبا على أنه خبر «يكون» ، واسم «يكون» ضمير مستتر تقديره هو ، مثل : «زارني طلاب لا يكون زيدا» أي :زاروني وأستثني منهم زيدا. كأنه قد ظنّ أن من القادمين «زيد» فاستثناه من الذين أتوا. «زيدا» خبر «لا يكون» واسم يكون ضمير مستتر تقديره : هو. وجملة «لا يكون» مع معموليها في محل نصب حال ، أو جملة استئنافيّة ، لا محلّ لها من الإعراب. وهي عند الخليل تقع صفة. وقال سيبويه : ويدلك على أنها صفة أن بعضهم يقول : «ما أتتني امرأة لا تكون فلانة» فلو لم يجعلوه صفة لم يؤنثوه.
اللام
هي كثيرة المعاني وتقسم من ناحية العمل إلى قسمين : عاملة وغير عاملة. والعاملة قسمان : جارّة وجازمة.
لام الابتداء
اصطلاحا : هي التي تدخل على المبتدأ أو ما هو بمنزلته لتؤكّد مضمون الجملة وتقوّي معناها.
مثل : «لتلميذ نشيط خير من طبيب كسول».
«تلميذ» مبتدأ مقترن ب لام الابتداء ولذلك تسمّى لام الابتداء ؛ وقد تسمّى «اللام الفارقة» وذلك عند ما تدخل على خبر «إن» المخفّفة من «إنّ» ، لتكون رمزا للتّخفيف ، وتفرق بين «إن» المخففة و «إن» النافية المشبهة بـ «ليس» ، مثل : «إن جبيل لمدينة تاريخيّة». فقد أهملت «إن» المخففة فبطل عملها وللتفريق بينها وبين «إن» المشبّهة بـ «ليس» دخلت «لام الابتداء» على خبرها وهي «اللام الفارقة». أما إذا وجدت قرينة واضحة تقوم مقامها في تبيان نوع «إن» يجوز تركها والاستغناء عنها ، مثل : «إن الكذب لن ينفع صاحبه». فكلمة «إن» هي النافية لأن إدخال النّفي على النّفي لإبطال الأول قليل. فالقرينة لفظيّة ، ومثل : «إن الصدق ينفع صاحبه» فالمعنى ظاهر وواضح على أنّ «إن» هي المخفّفة ولو لا ذلك لفسد المعنى فالقرينة الدّالة والمميّزة هي معنويّة ، وكقول الشاعر :
أنا ابن أباة الضّيم من آل مالك |
|
وإن مالك كانت كرام المعادن |
فالقرينة المعنويّة تدلّ على «إن» المخفّفة من «إنّ» إذ لو كانت «النافية» لدلّ عجز البيت على ذمّ قبيلة مالك مع أنّ صدرها يستفاد منه مدحها ، لذلك حذفت «اللّام» إذ لا حاجة إليها معنى ، ولكنّ الأنسب إدخالها.
وقد تسمّى هذه «اللّام» المزحلقة إذا دخلت على خبر «إنّ» ، وذلك لأن مكانها في الأصل الصّدارة في الجملة الاسميّة ، فلمّا شغل الصدر بكلمة «إنّ» التي لها حقّ الصّدارة مثلها ، وتفيد التوكيد ، أيضا ، ولكنها تمتاز من «اللّام» بأنها عاملة فتقدّمت وزحلقت «اللّام» من مكانها الأصلي إلى الخبر. وعلى الأغلب تعود هذه التّسمية لاستعمال