فكلمة يومئذ تدل على المستقبل ، أو تفيد نفي الزمن الماضي ، مثل : «تعزّ فلا حبيبين دام عزّهما». وفي هذا النّفي العام تميّز «لا» النافية للجنس من «لا» المشبّهة بـ «ليس» والتى تسمى : «لا النافية للوحدة». والتي لا تفيد نصّا نفي الحكم عن أفراد الجنس كلّه ، وإنّما تحتمل نفيه عن الواحد فقط وعن الجنس كلّه ، فتقول : «لا كتاب على الطاولة» «كتاب» اسم «لا» المشبّهة بـ «ليس» مرفوع ، وهو يحتمل أن يكون النفي للكتاب الواحد أو للكتب جميعا. أما «لا» النافية للجنس فيقع فيها النفي على كل أفراد الجنس فتقول : «لا كتاب على الطّاولة». «كتاب» اسم «لا» مبني على الفتح ويقع هذا النفي على كل كتاب ، ولا يخرج واحد عن دائرته.
عملها : «لا» النافية للجنس هي إحدى النّواسخ ، وتعمل عمل «إنّ» ، أي : تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الأوّل اسما لها وترفع الثاني خبرا لها.
شروط عملها : يشترط في إعمال «لا» النافية للجنس عمل «إنّ» شروط عدّة منها :
١ ـ أن تكون نافية للجنس نفيا تامّا عامّا ، لا على سبيل الاحتمال.
٢ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين ، ويدخل في حكم النّكرة أمران : الأول ، شبه الجملة بنوعيه : الظّرف والجار والمجرور ، وذلك إما على اعتبار شبه الجملة نفسه هو الخبر ، أو أن متعلّقه نكرة محذوفة هي الخبر ، مثل : «لا خير في لذّة تعقب ندما» وكقول الشاعر :
لا خير في وعد إذا كان كاذبا |
|
ولا خير في قول إذا لم يحسن فعل |
حيث أتى خبر لا النافية للجنس في الشطرين شبه جملة «في وعد» و «في قول» فهو إما واقع خبر «لا» النافية للجنس ، أو هو متعلق بمحذوف خبر «لا» النافية للجنس تقديره موجود ، أو كائن.
والثاني : هو الجملة الفعليّة ، لأنها في حكم النّكرة ، كقول الشاعر :
تعزّ فلا إلفين بالعيش متّعا |
|
ولكن لورّاد المنون تتابع |
فإن لم يكونا نكرتين لا تعمل «لا» النافية للجنس عمل «إن» ولا عمل «ليس» مثل :
لا القوم قومي ، ولا الأعوان أعواني |
|
إذا ونى يوم تحصيل العلا واني |
حيث أتى الاسم بعد «لا» معرفة لذلك أهملت ووجب تكرارها ، وكذلك تهمل إذا لم يكن خبرها نكرة ، فالخبر في البيت هو «قومي» معرفة وكذلك «القوم» معرفة فالاسم معرفة والخبر معرفة أيضا ، ومثل : «لا كتاب هذا أو لا دفتر». «كتاب» نكرة ، «هذا» معرفة لذلك بطل عمل «لا» النافية للجنس ووجب تكرارها.
٣ ـ ألّا تتوسط بين عامل ومعموله أي : أن لا تقع «لا» النافية للجنس بين حرف الجر والاسم المجرور ، مثل : «سافرت بلا كتب» حيث بطل عمل «لا» لأنها وقعت بعد حرف الجر وقبل الاسم المجرور بحرف الجر ، وكقول الشاعر :
متاركة السّفيه بلا جواب |
|
أشدّ على السّفيه من الجواب |
حيث توسّطت «لا» بين حرف الجر والاسم المجرور ، فإما أن تكون «لا» اسما بمعنى : «غير» مجرورا بالكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر وتكون هي مضافا و «جواب» مضافا إليه ، أو تكون «لا» : حرف نفي مهمل لا عمل له في ما