واصطلاحا : هو اسم فعل أمر بمعنى : «تقدّم» مثل «أمامك» ، أو تحذّر به المخاطب شيئا بين يديه. والكاف للخطاب.
فصاعدا
لغة : الصاعد : اسم فاعل من صعد. تقول : «تصدّق بدرهم فصاعدا» والتقدير : ادفع درهما ثم زد على ذلك. فتكون : «صاعدا» حال حذف عامله مع فاعله. ودخلت عليه «الفاء» التي تفيد التّرتيب والتّعقيب ، ويقال : هي الفاء التّزيينيّة ، أتي بها لتزيين اللّفظ فقط ؛ وقد تأتي مكانها «ثم» فتقول «تصدق بدينار ثم صاعدا» لكن «الفاء» أجود وأغلب في الاستعمال ، ولأن معناه الاتصال. والمعنى الحقيقيّ :تصدّق بدرهم ثم زد الثّمن صاعدا. ويماثله قولك : «تصدق بدرهم فزائدا». ولا يجوز أن تقول : «تصدّق بدرهم فصاعد» ، ولا : «وصاعد». لأنك لا تخبر أنك تتصدّق بالدرهم مع صاعد ولا أن «الدرهم وصاعد» هو قيمة الصدقة ولكن القصد أن تتصدّق بأدنى ثمن وهو الدّرهم فجعلته أولا ثم تزيد عليه فوقه ما يحلو لك.
الفصل
لغة : جمع فصول : وهو الحدّ بين الأرضين ، أو الحاجز بين شيئين.
واصطلاحا : ضمير الفصل. أي : الضمير الذي يؤتى به بين المبتدأ والخبر ليفصل ويبيّن أنّ ما بعد المبتدأ هو خبر لا تابع. مثل : «الله هو السميع العليم».
فصل المتضايفين
اصطلاحا : هو ما يفصل بين المضاف والمضاف إليه من اسم ظاهر أو ضمير بارز ، أو غيرهما ، والأصل أن يكون المتضايفين متلاصقين. كالفصل بـ «ما» الزائدة حين يكون المضاف منادى بعد حرف النداء «يا» ، مثل : «يا شاة ما قنص لمن حلّت له» ... وأشهر مواضع الفصل بين المتضايفين هي :
١ ـ «ما» الزائدة بعد المنادى بحرف النداء «يا» كالمثل السابق : «يا شاة ما قنص».
٢ ـ بالتوكيد اللّفظي ، مثل : «يا ابن ابن أبي طالب» «ابن» الثانية توكيد لفظي للأولى وفصلت بين المضاف «ابن» الأولى والمضاف إليه «أبي طالب».
٣ ـ أن يكون المضاف مصدرا والمضاف إليه فاعله ، والفاصل إمّا مفعول به للمضاف ، وإمّا ظرف ، كقوله تعالى : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ)(١). «زيّن» فعل مجهول «قتل» نائب فاعله. وهو مصدر من الفعل «قتل» ويعمل عمله أي : يرفع فاعلا وينصب مفعولا به. و «قتل» مضاف إلى فاعله «شركائهم» وفصل بينهما المفعول به للمصدر وهو «أولادهم» ومثل : «ترك يوما نفسك وهواها دفع لها في رداها» «ترك» مبتدأ مرفوع وهو مضاف إلى فاعله «نفسك» والفاصل بينهما هو الظرف «يوما».
٢ ـ أن يكون المضاف وصفا والمضاف إليه المفعول الأول والفاصل إما المفعول الثاني أو الظرف ، أو شبه الظّرف ، كقوله تعالى : (فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ)(٢) «مخلف» : مفعول به لـ «تحسبنّ» منصوب وهو مضاف إلى مفعوله الأول «رسله» وفصل بينهما المفعول الثاني «وعده». ومثل الحديث الشريف : «هل أنتم تاركو لي صاحبي» «تاركو» : خبر المبتدأ مرفوع «بالواو» لأنه جمع مذكر سالم وهو مضاف إلى مفعوله
__________________
(١) من الآية ١٣٧ من سورة الأنعام.
(٢) الآية ٤٧ من سورة إبراهيم.