٩ ـ إذا قصد لفظ اسم ، أو فعل ، أو حرف جاز في الفعل التذكير على نيّة كلمة «لفظ» أو التأنيث على نيّة «كلمة» ، مثل : «كتب» فتقول : «أعجبني كتب» أو «أعجبتني» الأولى باعتبار أعجبني لفظ كتب والثانية باعتبار أعجبتني كلمة «كتب».
وتقول في «أل» : إنه حرف يفيد التعريف أو إنها حرف تفيد التعريف. وتقول في حرف «البا» : «إنه يعجبني شكلا» أو «إنها تعجبني شكلا».
التقديم والتأخير : قد يتقدم الفاعل على المفعول به كالأمثلة السابقة وكقول الشاعر :
وإذا أراد الله أمرا لم تجد |
|
لقضائه ردّا ولا تحويلا |
ولكن للفاعل مع المفعول به أحوال ثلاثة :وجوب التقديم ، وجوب التأخير ، وجواز الأمرين.
وجوب تقديم الفاعل : يجب تقديم الفاعل على المفعول به في مواضع متعددة منها :
١ ـ إذا خفي إعرابهما ولم توجد قرينة تميّز الفاعل من المفعول به ، مثل : «ضرب موسى عيسى» ، أو إذا كان كل منهما مضافا إلى ياء المتكلم : مثل : «أكرم ابني أخي» وإن وجدت قرينة تميز الفاعل من المفعول لما وجب تقديم الفاعل ، مثل : «أصابت الحمّى يحيى» ، ومثل : «أكرمت موسى ليلى» ومثل : «خاطب فتاه عيسى». «عيسى» : فاعل «خاطب». «فتاه» : مفعول به وتضمن ضميرا يعود الى الفاعل المتأخّر لفظا لا رتبة. وهذا ما يسمّى المتقدم حكما.
٢ ـ إذا كان الفاعل ضميرا متصلا والمفعول به اسما ظاهرا مثل : «أكرمت أخاك».
٣ ـ إذا كان الفاعل والمفعول به ضميرين ، مثل : «أكرمتني فإني أكرمك».
٤ ـ إذا كان المفعول به محصورا بـ «إلّا» أو «إنّما» : «ما أكرم أخي إلا أباك» أمّا قول الشاعر :
ولمّا أبى إلّا جماحا فؤاده |
|
ولم يسل عن ليلى بمال ولا أهل |
فقد تأخّر الفاعل «فؤاده» رغم حصر المفعول بـ «إلّا» ومثله قول الشاعر :
تزوّدت من ليلى بتكليم ساعة |
|
فما زاد إلّا ضعف ما بي كلامها |
حيث قدم المفعول به «ضعف» على الفاعل «كلامها» رغم أن المفعول به محصور بـ «إلّا».
وجوب تأخير الفاعل : يتقدم المفعول به ويتأخّر الفاعل وجوبا في حالات عدّة منها :
١ ـ إذا اشتمل الفاعل على ضمير يعود إلى المفعول به ، مثل : صان الكتاب صاحبه ، أمّا قول الشاعر :
جزى ربّه عني عديّ بن حاتم |
|
جزاء الكلاب العاويات وقد فعل |
حيث تأخّر المفعول به «عديّ» عن الفاعل «ربّه» مع اتصال الفاعل بضمير يعود على المفعول وفي قوله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ)(١) تقدّم المفعول به واتصل الفاعل «ربّه» بضمير يعود الى المفعول به.
وكقوله تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ)(٢) حيث تقدم المفعول به «الظّالمين» على الفاعل «معذرتهم» لأنه اتصل بضمير يعود الى المفعول به المتقدّم. أمّا عودة الضمير على متأخر لفظا ورتبة فشاذ ، ولا يقاس به ، وعوده على
__________________
(١) من الآية ١٢٤ من سورة البقرة.
(٢) من الآية ٥٢ من سورة غافر.