٢٧ ـ ومن خطبة له عليهالسلام
وقد قالها يستنهض بها الناس حين ورد خبر غزو الأنبار بجيش معاوية فلم
ينهضوا. وفيها يذكر فضل الجهاد ، ويستنهض الناس ، ويذكر علمه بالحرب ،
ويلقي عليهم التبعة لعدم طاعته
فضل الجهاد
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ـ فَتَحَه اللَّه لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِه وهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى ـ ودِرْعُ اللَّه الْحَصِينَةُ وجُنَّتُه (٣٢٢) الْوَثِيقَةُ ـ فَمَنْ تَرَكَه رَغْبَةً عَنْه (٣٢٣) أَلْبَسَه اللَّه ثَوْبَ الذُّلِّ وشَمِلَه الْبَلَاءُ ـ ودُيِّثَ (٣٢٤) بِالصَّغَارِ والْقَمَاءَةِ (٣٢٥) وضُرِبَ عَلَى قَلْبِه بِالإِسْهَابِ (٣٢٦) وأُدِيلَ الْحَقُّ مِنْه (٣٢٧) بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ ـ وسِيمَ الْخَسْفَ (٣٢٨) ومُنِعَ النَّصَفَ (٣٢٩).
استنهاض الناس
أَلَا وإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ ـ لَيْلًا ونَهَاراً وسِرّاً وإِعْلَاناً ـ وقُلْتُ لَكُمُ اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ ـ فَوَاللَّه مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ (٣٣٠) إِلَّا ذَلُّوا ـ فَتَوَاكَلْتُمْ (٣٣١) وتَخَاذَلْتُمْ ـ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ (٣٣٢) ومُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الأَوْطَانُ ـ وهَذَا أَخُو غَامِدٍ [و] قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُه الأَنْبَارَ (٣٣٣) وقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ الْبَكْرِيَّ ـ وأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا (٣٣٤) ولَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ ـ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ والأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ (٣٣٥) فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا (٣٣٦) وقُلُبَهَا (٣٣٧)