وتَمَثَّلَ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ
لَعَمْرُ أَبِيكَ الْخَيْرِ يَا عَمْرُو إِنَّنِي عَلَى وَضَرٍ (٣٠١) مِنْ ذَا الإِنَاءِ قَلِيلِ
ثُمَّ قَالَ عليهالسلام
أُنْبِئْتُ بُسْراً قَدِ اطَّلَعَ الْيَمَنَ (٣٠٢) وإِنِّي واللَّه لأَظُنُّ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ سَيُدَالُونَ مِنْكُمْ (٣٠٣) بِاجْتِمَاعِهِمْ عَلَى بَاطِلِهِمْ وتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ ـ وبِمَعْصِيَتِكُمْ إِمَامَكُمْ فِي الْحَقِّ وطَاعَتِهِمْ إِمَامَهُمْ فِي الْبَاطِلِ ـ وبِأَدَائِهِمُ الأَمَانَةَ إِلَى صَاحِبِهِمْ وخِيَانَتِكُمْ ـ وبِصَلَاحِهِمْ فِي بِلَادِهِمْ وفَسَادِكُمْ ـ فَلَوِ ائْتَمَنْتُ أَحَدَكُمْ عَلَى قَعْبٍ (٣٠٤) لَخَشِيتُ أَنْ يَذْهَبَ بِعِلَاقَتِه (٣٠٥) اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ مَلِلْتُهُمْ ومَلُّونِي وسَئِمْتُهُمْ وسَئِمُونِي ـ فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ وأَبْدِلْهُمْ بِي شَرّاً مِنِّي ـ اللَّهُمَّ مِثْ قُلُوبَهُمْ (٣٠٦) كَمَا يُمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ـ أَمَا واللَّه لَوَدِدْتُ أَنَّ لِي بِكُمْ أَلْفَ فَارِسٍ ـ مِنْ بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْمٍ.
هُنَالِكَ لَوْ دَعَوْتَ أَتَاكَ مِنْهُمْ |
|
فَوَارِسُ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الْحَمِيمِ |
ثُمَّ نَزَلَ عليهالسلام مِنَ الْمِنْبَرِ
قال السيد الشريف ـ أقول الأرمية جمع رميّ وهو السحاب ـ والحميم هاهنا وقت الصيف ـ وإنما خص الشاعر سحاب الصيف بالذكر ـ لأنه أشد جفولا وأسرع خفوفا (٣٠٧) لأنه لا ماء فيه ـ وإنما يكون السحاب ثقيل السير لامتلائه بالماء ـ وذلك لا يكون في الأكثر إلا زمان الشتاء ـ وإنما أراد الشاعر وصفهم بالسرعة إذا دعوا ـ والإغاثة إذا استغيثوا ـ والدليل على ذلك قوله:
هنالك لو دعوت أتاك منهم ...