اسْتَعَاذَ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ ـ فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه يَقُولُ ـ (واعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) ـ ومَعْنَى ذَلِكَ أَنَّه يَخْتَبِرُهُمْ ـ بِالأَمْوَالِ والأَوْلَادِ لِيَتَبَيَّنَ السَّاخِطَ لِرِزْقِه ـ والرَّاضِيَ بِقِسْمِه ـ وإِنْ كَانَ سُبْحَانَه أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ـ ولَكِنْ لِتَظْهَرَ الأَفْعَالُ الَّتِي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ والْعِقَابُ ـ لأَنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ الذُّكُورَ ويَكْرَه الإِنَاثَ ـ وبَعْضَهُمْ يُحِبُّ تَثْمِيرَ الْمَالِ (٤٥٣٢) ويَكْرَه انْثِلَامَ الْحَالِ (٤٥٣٣).
قال الرضي ـ وهذا من غريب ما سمع منه في التفسير.
٩٤ ـ وسُئِلَ عَنِ الْخَيْرِ مَا هُوَ ـ فَقَالَ لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ ووَلَدُكَ ـ ولَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ ـ وأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ وأَنْ تُبَاهِيَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ ـ فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللَّه وإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللَّه ـ ولَا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لِرَجُلَيْنِ ـ رَجُلٍ أَذْنَبَ ذُنُوباً فَهُوَ يَتَدَارَكُهَا بِالتَّوْبَةِ ـ ورَجُلٍ يُسَارِعُ فِي الْخَيْرَاتِ.
٩٥ ـ وقَالَ عليهالسلام لَا يَقِلُّ عَمَلٌ مَعَ التَّقْوَى وكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ؟
٩٦ ـ وقَالَ عليهالسلام إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالأَنْبِيَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاءُوا بِه ـ ثُمَّ تَلَا (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوه ـ وهذَا النَّبِيُّ والَّذِينَ آمَنُوا) الآيَةَ ـ ثُمَّ قَالَ إِنَّ وَلِيَّ مُحَمَّدٍ مَنْ أَطَاعَ اللَّه وإِنْ بَعُدَتْ لُحْمَتُه (٤٥٣٤) ـ وإِنَّ عَدُوَّ مُحَمَّدٍ مَنْ عَصَى اللَّه وإِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُه!