٤٠ ـ وقَالَ عليهالسلام لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِه وقَلْبُ الأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِه قال الرضي ـ وهذا من المعاني العجيبة الشريفة ـ والمراد به أن العاقل لا يطلق لسانه.
إلا بعد مشاورة الروية ومؤامرة الفكرة ـ والأحمق تسبق حذفات لسانه (٤٤٩٥) وفلتات كلامه ـ مراجعة فكره (٤٤٩٦) ومماخضة رأيه (٤٤٩٧) ـ فكأن لسان العاقل تابع لقلبه ـ وكأن قلب الأحمق تابع للسانه.
٤١ ـ وقد روي عنه عليهالسلام هذا المعنى بلفظ آخر ـ وهو قوله:
قَلْبُ الأَحْمَقِ فِي فِيه ـ ولِسَانُ الْعَاقِلِ فِي قَلْبِه.
ومعناهما واحد:
٤٢ ـ وقَالَ عليهالسلام لِبَعْضِ أَصْحَابِه فِي عِلَّةٍ اعْتَلَّهَا ـ جَعَلَ اللَّه مَا كَانَ مِنْ شَكْوَاكَ حَطَّاً لِسَيِّئَاتِكَ ـ فَإِنَّ الْمَرَضَ لَا أَجْرَ فِيه ـ ولَكِنَّه يَحُطُّ السَّيِّئَاتِ ويَحُتُّهَا حَتَّ (٤٤٩٨) الأَوْرَاقِ ـ وإِنَّمَا الأَجْرُ فِي الْقَوْلِ بِاللِّسَانِ ـ والْعَمَلِ بِالأَيْدِي والأَقْدَامِ ـ وإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه يُدْخِلُ بِصِدْقِ النِّيَّةِ ـ والسَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه الْجَنَّةَ.
قال الرضي ـ وأقول صدق عليهالسلام إن المرض لا أجر فيه ـ لأنه ليس من قبيل ما يستحق عليه العوض ـ لأن العوض يستحق على ما كان في مقابلة فعل الله تعالى بالعبد ـ من الآلام والأمراض وما يجري مجرى ذلك ـ والأجر والثواب يستحقان على ما كان في مقابلة فعل العبد ـ فبينهما فرق قد بينه عليهالسلام ـ كما يقتضيه علمه الثاقب ورأيه الصائب.
٤٣ ـ وقَالَ عليهالسلام فِي ذِكْرِ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ ـ يَرْحَمُ اللَّه خَبَّابَ بْنَ الأَرَتِّ فَلَقَدْ أَسْلَمَ رَاغِباً وهَاجَرَ طَائِعاً وقَنِعَ بِالْكَفَافِ (٤٤٩٩) ورَضِيَ عَنِ اللَّه وعَاشَ مُجَاهِداً.