وقَادَتْكَ فَاتَّبَعْتَهَا ـ وأَمَرَتْكَ فَأَطَعْتَهَا ـ وإِنَّه يُوشِكُ أَنْ يَقِفَكَ وَاقِفٌ عَلَى مَا لَا يُنْجِيكَ مِنْه مِجَنٌّ (٣٣٥٩) ـ فَاقْعَسْ (٣٣٦٠) عَنْ هَذَا الأَمْرِ ـ وخُذْ أُهْبَةَ (٣٣٦١) الْحِسَابِ وشَمِّرْ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ ـ ولَا تُمَكِّنِ الْغُوَاةَ (٣٣٦٢) مِنْ سَمْعِكَ ـ وإِلَّا تَفْعَلْ أُعْلِمْكَ مَا أَغْفَلْتَ مِنْ نَفْسِكَ ـ فَإِنَّكَ مُتْرَفٌ (٣٣٦٣) قَدْ أَخَذَ الشَّيْطَانُ مِنْكَ مَأْخَذَه ـ وبَلَغَ فِيكَ أَمَلَه وجَرَى مِنْكَ مَجْرَى الرُّوحِ والدَّمِ.
ومَتَى كُنْتُمْ يَا مُعَاوِيَةُ سَاسَةَ الرَّعِيَّةِ (٣٣٦٤) ـ ووُلَاةَ أَمْرِ الأُمَّةِ ـ بِغَيْرِ قَدَمٍ سَابِقٍ ولَا شَرَفٍ بَاسِقٍ (٣٣٦٥) ـ ونَعُوذُ بِاللَّه مِنْ لُزُومِ سَوَابِقِ الشَّقَاءِ ـ وأُحَذِّرُكَ أَنْ تَكُونَ مُتَمَادِياً فِي غِرَّةِ (٣٣٦٦) الأُمْنِيِّةِ (٣٣٦٧) ـ مُخْتَلِفَ الْعَلَانِيَةِ والسَّرِيرَةِ.
وقَدْ دَعَوْتَ إِلَى الْحَرْبِ فَدَعِ النَّاسَ جَانِباً ـ واخْرُجْ إِلَيَّ وأَعْفِ الْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْقِتَالِ ـ لِتَعْلَمَ أَيُّنَا الْمَرِينُ (٣٣٦٨) عَلَى قَلْبِه والْمُغَطَّى عَلَى بَصَرِه ـ فَأَنَا أَبُو حَسَنٍ ـ قَاتِلُ جَدِّكَ وأَخِيكَ وخَالِكَ شَدْخاً (٣٣٦٩) يَوْمَ بَدْرٍ ـ وذَلِكَ السَّيْفُ مَعِي ـ وبِذَلِكَ الْقَلْبِ أَلْقَى عَدُوِّي ـ مَا اسْتَبْدَلْتُ دِيناً ولَا اسْتَحْدَثْتُ نَبِيّاً ـ وإِنِّي لَعَلَى الْمِنْهَاجِ (٣٣٧٠) الَّذِي تَرَكْتُمُوه طَائِعِينَ ـ ودَخَلْتُمْ فِيه مُكْرَهِينَ.
وزَعَمْتَ أَنَّكَ جِئْتَ ثَائِراً (٣٣٧١) بِدَمِ عُثْمَانَ ـ ولَقَدْ عَلِمْتَ حَيْثُ