عَلَيْكُمَا بِه ـ أَمْ أَيُّ حَقٍّ رَفَعَه إِلَيَّ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ـ ضَعُفْتُ عَنْه أَمْ جَهِلْتُه أَمْ أَخْطَأْتُ بَابَه!
واللَّه مَا كَانَتْ لِي فِي الْخِلَافَةِ رَغْبَةٌ ـ ولَا فِي الْوِلَايَةِ إِرْبَةٌ (٢٨٨٧) ـ ولَكِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونِي إِلَيْهَا وحَمَلْتُمُونِي عَلَيْهَا ـ فَلَمَّا أَفْضَتْ إِلَيَّ نَظَرْتُ إِلَى كِتَابِ اللَّه ومَا وَضَعَ لَنَا ـ وأَمَرَنَا بِالْحُكْمِ بِه فَاتَّبَعْتُه ـ ومَا اسْتَنَّ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله فَاقْتَدَيْتُه ـ فَلَمْ أَحْتَجْ فِي ذَلِكَ إِلَى رَأْيِكُمَا ولَا رَأْيِ غَيْرِكُمَا ـ ولَا وَقَعَ حُكْمٌ جَهِلْتُه فَأَسْتَشِيرَكُمَا وإِخْوَانِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ـ ولَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ أَرْغَبْ عَنْكُمَا ولَا عَنْ غَيْرِكُمَا ـ. وأَمَّا مَا ذَكَرْتُمَا مِنْ أَمْرِ الأُسْوَةِ (٢٨٨٨) ـ فَإِنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ لَمْ أَحْكُمْ أَنَا فِيه بِرَأْيِي ـ ولَا وَلِيتُه هَوًى مِنِّي ـ بَلْ وَجَدْتُ أَنَا وأَنْتُمَا مَا جَاءَ بِه رَسُولُ اللَّه صلىاللهعليهوآله قَدْ فُرِغَ مِنْه ـ فَلَمْ أَحْتَجْ إِلَيْكُمَا فِيمَا قَدْ فَرَغَ اللَّه مِنْ قَسْمِه ـ وأَمْضَى فِيه حُكْمَه ـ فَلَيْسَ لَكُمَا واللَّه عِنْدِي ولَا لِغَيْرِكُمَا فِي هَذَا عُتْبَى (٢٨٨٩) ـ. أَخَذَ اللَّه بِقُلُوبِنَا وقُلُوبِكُمْ إِلَى الْحَقِّ ـ وأَلْهَمَنَا وإِيَّاكُمُ الصَّبْرَ.
ثم قال عليهالسلام ـ رَحِمَ اللَّه رَجُلًا رَأَى حَقّاً فَأَعَانَ عَلَيْه ـ أَوْ رَأَى جَوْراً فَرَدَّه ـ وكَانَ عَوْناً بِالْحَقِّ عَلَى صَاحِبِه.