مُقْبِلًا خَيْرُه مُدْبِراً شَرُّه ـ فِي الزَّلَازِلِ (٢٧٠٣) وَقُورٌ (٢٧٠٤) وفِي الْمَكَارِه صَبُورٌ ـ وفِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ لَا يَحِيفُ عَلَى مَنْ يُبْغِضُ ـ ولَا يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ ـ يَعْتَرِفُ بِالْحَقِّ قَبْلَ أَنْ يُشْهَدَ عَلَيْه ـ لَا يُضِيعُ مَا اسْتُحْفِظَ ولَا يَنْسَى مَا ذُكِّرَ ـ ولَا يُنَابِزُ بِالأَلْقَابِ (٢٧٠٥) ولَا يُضَارُّ بِالْجَارِ ـ ولَا يَشْمَتُ بِالْمَصَائِبِ ولَا يَدْخُلُ فِي الْبَاطِلِ ـ ولَا يَخْرُجُ مِنَ الْحَقِّ ـ إِنْ صَمَتَ لَمْ يَغُمَّه صَمْتُه وإِنْ ضَحِكَ لَمْ يَعْلُ صَوْتُه ـ وإِنْ بُغِيَ عَلَيْه صَبَرَ حَتَّى يَكُونَ اللَّه هُوَ الَّذِي يَنْتَقِمُ لَه ـ نَفْسُه مِنْه فِي عَنَاءٍ والنَّاسُ مِنْه فِي رَاحَةٍ ـ أَتْعَبَ نَفْسَه لِآخِرَتِه وأَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِه ـ بُعْدُه عَمَّنْ تَبَاعَدَ عَنْه زُهْدٌ ونَزَاهَةٌ ـ ودُنُوُّه مِمَّنْ دَنَا مِنْه لِينٌ ورَحْمَةٌ ـ لَيْسَ تَبَاعُدُه بِكِبْرٍ وعَظَمَةٍ ولَا دُنُوُّه بِمَكْرٍ وخَدِيعَةٍ.
قَالَ فَصَعِقَ هَمَّامٌ صَعْقَةً (٢٧٠٦) كَانَتْ نَفْسُه فِيهَا.
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام أَمَا واللَّه لَقَدْ كُنْتُ أَخَافُهَا عَلَيْه ـ ثُمَّ قَالَ أَهَكَذَا تَصْنَعُ الْمَوَاعِظُ الْبَالِغَةُ بِأَهْلِهَا؟
فَقَالَ لَه قَائِلٌ فَمَا بَالُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟
فَقَالَ عليهالسلام وَيْحَكَ إِنَّ لِكُلِّ أَجَلٍ وَقْتاً لَا يَعْدُوه ـ وسَبَباً لَا يَتَجَاوَزُه فَمَهْلًا لَا تَعُدْ لِمِثْلِهَا ـ فَإِنَّمَا نَفَثَ الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِكَ!