مَا لَمْ تَذْهَبِ الآمَالُ إِلَيْه بِهِمْ.
فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانُوا حَيْثُ كَانَتِ الأَمْلَاءُ (٢٦٣٧) مُجْتَمِعَةً ـ والأَهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً والْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً ـ والأَيْدِي مُتَرَادِفَةً والسُّيُوفُ مُتَنَاصِرَةً ـ والْبَصَائِرُ نَافِذَةً والْعَزَائِمُ وَاحِدَةً ـ أَلَمْ يَكُونُوا أَرْبَاباً (٢٦٣٨) فِي أَقْطَارِ الأَرَضِينَ ـ ومُلُوكاً عَلَى رِقَابِ الْعَالَمِينَ ـ فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْه فِي آخِرِ أُمُورِهِمْ ـ حِينَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ وتَشَتَّتَتِ الأُلْفَةُ ـ واخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ والأَفْئِدَةُ ـ وتَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِينَ وتَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِينَ ـ وقَدْ خَلَعَ اللَّه عَنْهُمْ لِبَاسَ كَرَامَتِه ـ وسَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِه (٢٦٣٩) ـ وبَقِيَ قَصَصُ أَخْبَارِهِمْ فِيكُمْ ـ عِبَراً لِلْمُعْتَبِرِينَ.
الاعتبار بالأمم
فَاعْتَبِرُوا بِحَالِ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ـ وبَنِي إِسْحَاقَ وبَنِي إِسْرَائِيلَ عليهالسلام ـ فَمَا أَشَدَّ اعْتِدَالَ (٢٦٤٠) الأَحْوَالِ وأَقْرَبَ اشْتِبَاه (٢٦٤١) الأَمْثَالِ
تَأَمَّلُوا أَمْرَهُمْ فِي حَالِ تَشَتُّتِهِمْ وتَفَرُّقِهِمْ ـ لَيَالِيَ كَانَتِ الأَكَاسِرَةُ والْقَيَاصِرَةُ أَرْبَاباً لَهُمْ ـ يَحْتَازُونَهُمْ (٢٦٤٢) عَنْ رِيفِ الآفَاقِ وبَحْرِ الْعِرَاقِ ـ وخُضْرَةِ الدُّنْيَا إِلَى مَنَابِتِ الشِّيحِ ـ ومَهَافِي (٢٦٤٣) الرِّيحِ ونَكَدِ (٢٦٤٤) الْمَعَاشِ ـ فَتَرَكُوهُمْ عَالَةً مَسَاكِينَ إِخْوَانَ دَبَرٍ (٢٦٤٥) ووَبَرٍ (٢٦٤٦) ـ أَذَلَّ الأُمَمِ دَاراً وأَجْدَبَهُمْ قَرَاراً ـ لَا يَأْوُونَ (٢٦٤٧) إِلَى جَنَاحِ دَعْوَةٍ