سَاجٍ (٢٠٣٠) يَتَفَيَّأُ (٢٠٣١) عَلَيْه الْقَمَرُ الْمُنِيرُ ـ وتَعْقُبُه الشَّمْسُ ذَاتُ النُّورِ فِي الأُفُولِ والْكُرُورِ (٢٠٣٢) ـ وتَقَلُّبِ الأَزْمِنَةِ والدُّهُورِ ـ مِنْ إِقْبَالِ لَيْلٍ مُقْبِلٍ وإِدْبَارِ نَهَارٍ مُدْبِرٍ ـ قَبْلَ كُلِّ غَايَةٍ ومُدَّةِ وكُلِّ إِحْصَاءٍ وعِدَّةٍ ـ تَعَالَى عَمَّا يَنْحَلُه (٢٠٣٣) الْمُحَدِّدُونَ مِنْ صِفَاتِ الأَقْدَارِ (٢٠٣٤) ـ ونِهَايَاتِ الأَقْطَارِ (٢٠٣٥) وتَأَثُّلِ (٢٠٣٦) الْمَسَاكِنِ ـ وتَمَكُّنِ الأَمَاكِنِ ـ فَالْحَدُّ لِخَلْقِه مَضْرُوبٌ وإِلَى غَيْرِه مَنْسُوبٌ.
ابتداع المخلوقين
لَمْ يَخْلُقِ الأَشْيَاءَ مِنْ أُصُولٍ أَزَلِيَّةٍ ـ ولَا مِنْ أَوَائِلَ أَبَدِيَّةٍ ـ بَلْ خَلَقَ مَا خَلَقَ فَأَقَامَ حَدَّه (٢٠٣٧) ـ وصَوَّرَ فَأَحْسَنَ صُورَتَه ـ لَيْسَ لِشَيْءٍ مِنْه امْتِنَاعٌ ولَا لَه بِطَاعَةِ شَيْءٍ انْتِفَاعٌ ـ عِلْمُه بِالأَمْوَاتِ الْمَاضِينَ كَعِلْمِه بِالأَحْيَاءِ الْبَاقِينَ ـ وعِلْمُه بِمَا فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَى ـ كَعِلْمِه بِمَا فِي الأَرَضِينَ السُّفْلَى.
منها ـ أَيُّهَا الْمَخْلُوقُ السَّوِيُّ (٢٠٣٨) والْمُنْشَأُ الْمَرْعِيُّ (٢٠٣٩) ـ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْحَامِ ومُضَاعَفَاتِ الأَسْتَارِ ـ. بُدِئْتَ «مِنْ سُلالَةٍ (٢٠٤٠) مِنْ طِينٍ» ـ ووُضِعْتَ «فِي قَرارٍ مَكِينٍ (٢٠٤١) ـ إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ» وأَجَلٍ مَقْسُومٍ ـ تَمُورُ (٢٠٤٢) فِي بَطْنِ أُمِّكَ جَنِيناً لَا تُحِيرُ (٢٠٤٣) دُعَاءً ولَا تَسْمَعُ نِدَاءً ـ ثُمَّ أُخْرِجْتَ مِنْ مَقَرِّكَ إِلَى دَارٍ لَمْ تَشْهَدْهَا ـ ولَمْ تَعْرِفْ سُبُلَ مَنَافِعِهَا.