رَجَاءٍ إِلَّا رَجَاءَ اللَّه تَعَالَى فَإِنَّه مَدْخُولٌ (١٩٦١) ـ وكُلُّ خَوْفٍ مُحَقَّقٌ (١٩٦٢) إِلَّا خَوْفَ اللَّه فَإِنَّه مَعْلُولٌ (١٩٦٣) ـ يَرْجُو اللَّه فِي الْكَبِيرِ ويَرْجُو الْعِبَادَ فِي الصَّغِيرِ ـ فَيُعْطِي الْعَبْدَ مَا لَا يُعْطِي الرَّبَّ ـ فَمَا بَالُ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُه يُقَصَّرُ بِه عَمَّا يُصْنَعُ بِه لِعِبَادِه ـ أَتَخَافُ أَنْ تَكُونَ فِي رَجَائِكَ لَه كَاذِباً ـ أَوْ تَكُونَ لَا تَرَاه لِلرَّجَاءِ مَوْضِعاً ـ وكَذَلِكَ إِنْ هُوَ خَافَ عَبْداً مِنْ عَبِيدِه ـ أَعْطَاه مِنْ خَوْفِه مَا لَا يُعْطِي رَبَّه ـ فَجَعَلَ خَوْفَه مِنَ الْعِبَادِ نَقْداً ـ وخَوْفَه مِنْ خَالِقِه ضِمَاراً (١٩٦٤) ووَعْداً ـ وكَذَلِكَ مَنْ عَظُمَتِ الدُّنْيَا فِي عَيْنِه ـ وكَبُرَ مَوْقِعُهَا مِنْ قَلْبِه آثَرَهَا عَلَى اللَّه تَعَالَى ـ فَانْقَطَعَ إِلَيْهَا وصَارَ عَبْداً لَهَا.
رسول اللَّه
ولَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اللَّه صلىاللهعليهوآله كَافٍ لَكَ فِي الأُسْوَةِ (١٩٦٥) ـ ودَلِيلٌ لَكَ عَلَى ذَمِّ الدُّنْيَا وعَيْبِهَا ـ وكَثْرَةِ مَخَازِيهَا ومَسَاوِيهَا ـ إِذْ قُبِضَتْ عَنْه أَطْرَافُهَا ووُطِّئَتْ لِغَيْرِه أَكْنَافُهَا (١٩٦٦) ـ وفُطِمَ عَنْ رَضَاعِهَا وزُوِيَ عَنْ زَخَارِفِهَا.
موسى
وإِنْ شِئْتَ ثَنَّيْتُ بِمُوسَى كَلِيمِ اللَّه صلىاللهعليهوآله حَيْثُ يَقُولُ ـ «رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» ـ واللَّه مَا سَأَلَه إِلَّا خُبْزاً يَأْكُلُه ـ لأَنَّه كَانَ يَأْكُلُ بَقْلَةَ الأَرْضِ ـ ولَقَدْ كَانَتْ خُضْرَةُ