كِتابِهَا)(١) وفيه كلمة «كلّ» الثانية بدل من الأوّلى لأنها أتت بزيادة إيضاح لا يوجد في المبدل ومنه.
٢ ـ قد يحذف المبدل منه وينوب مكانه البدل بشرط أن يقع المبدل منه في جملة هي صلة الموصول ، مثل : «أكرم الذي عرفت المجتهد» أي : عرفته المجتهد. فكلمة «المجتهد» بدل من الضمير المحذوف.
٣ ـ يصح إتباع البدل للمبدل منه وقطعه بشرط أن يكون المبدل منه يتألّف من أجزاء متعدّدة تذكر بعده كاملة ، مثل : «مررت بنساء ثلاث : شقراء ، وبيضاء ، وسوداء» ، فيجوز في الكلمات الثلاث :«شقراء ، بيضاء ، وسوداء» الرّفع أو النّصب أو الجرّ. فالرّفع على أنّها خبر لمبتدأ محذوف تقديره «هي» والنّصب على أنّها مفعول به لفعل محذوف تقديره : أعني ، والجرّ على الإتباع للمبدل منه المجرور «النساء». وإن كان الكلام غير مستوف لأجزاء المبدل منه تعين القطع لئلا يكون بدل بعض من كل لا يشتمل على ضمير يعود إلى المبدل منه ، مثل : مررت بنساء ثلاث : بيضاء وسوداء وشقراء. فكلمة بيضاء تعرب بالقطع على الرّفع ، أو على النّصب فقط دون الجرّ. أما إذا كان البدل خاليا من التفصيل فيجوز الإتباع أو القطع ، مثل : مررت برجل أخوك أو أخاك أو أخيك.
٤ ـ يكون البدل على نيّة تكرار العامل ، ولكن هذا التكرار يجب أن يكون مقدّرا لا حقيقيا إلّا إذا كان العامل حرف جرّ فيجوز تكراره أو عدم التكرار ، كقوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ)(٢) فقد أعيد حرف الجرّ «اللام» في «لكم» و «لمن» وكقوله تعالى : (رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا)(٣) فقد تكرّر حرف الجرّ «اللّام» من «لنا» و «لأوّلنا» فيكون حرف الجرّ أصليا ويكون البدل بعده مجرورا بالحرف لفظا مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا تبعا للمبدل منه باعتبار حرف الجرّ الثاني هو توكيد لفظيّ لا يؤثّر في غيره ، وقد يكون البدل مجرورا بحرف الجرّ الأوّل باعتبار الثاني توكيدا لفظيا لا يؤثر في غيره ، أو اعتبار البدل على نيّة تكرار العامل وأن حرف الجرّ المتكرر هو توكيد لفظي محض وليس تكرارا للعامل أي : لحرف الجرّ المتقدم.
٦ ـ أنواع البدل من حيث الظّاهر والمضمر : يقسم البدل بحسب الظّاهر والمضمر أربعة أقسام :
١ ـ يبدل الظّاهر من الظّاهر ، مثل : حضر أخوك زيد.
٢ ـ يبدل الظّاهر من ضمير الغائب ، كقوله تعالى : (وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) فالظاهر «ان أذكره» بدل من «الهاء» في «أنسانيه» وهو بدل اشتمال وقد يكون بدل كل من كل ، كقول الشاعر :
على حالة لو أنّ في القوم حاتما |
|
على جوده لضنّ بالماء حاتم |
وفيه «حاتم» الاسم الظاهر بدل كلّ من كلّ من ضمير الغائب في «جوده» ، وقد يكون بدل بعض من كلّ ، مثل : «تعلّم أولادي الأربعة فنجحوا
__________________
(١) من الآية ٢٨ من سورة الجاثية.
(٢) من الآية ٢١ من سورة الأحزاب.
(٣) من الآية ١١٤ من سورة المائدة.