المنصوب بعد أن المصدريّة. راجع : أن المصدريّة.
١١ ـ «أو» وما بعدها تؤوّل بمصدر معطوف على شيء قبله مذكور كالمصدر الصّريح أو المصدر المؤوّل ، أو الاسم الجامد ، مثل : «لو لا إتقانك عملك أو أن تموت جوعا لقطعت يدك».
والتّقدير : لو لا اتقانك عملك أو موتك جوعا .. وإن لم يوجد هذا المعطوف عليه فتّشنا عن مصدر أو غير مصدر يكون هو المعطوف عليه مثل : «أدرس درسي أو أغفو» والتّقدير : سيكون مني درس أو نعاس فالمصدر في المثل الأول موجود هو «إتقانك» وفي المثل الثاني غير موجود إنّما بحثنا عن ما يناسب المعنى ...
١٢ ـ إذا وقعت «أو» بين معنيين متساويين في الشّكّ وجب رفع المضارع بعدها أما إذا كانا غير متساويين فيجب نصبه مثل : «ألعب أو أنام» فاللّعب متساو مع النّوم فرفع المضارع ، ومثل :«أسافر أو أعمل في بلدي» فالتّساوي غير حاصل لذلك نصب المضارع بعد «أو» بـ «أن» المضمرة.
١٣ ـ يرى الكوفيّون أنّ «أو» تأتي بمعنى «الواو» مستشهدين بقوله تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ)(١) والتّقدير : بل يزيدون.
ويرى البصريّون أن «أو» في الآية الكريمة ليست بمعنى «بل» لأن «أو» تكون لأحد الشيئين و «بل» تفيد الإضراب عن أحدهما أما «أو يزيدون» فمعناه التّخيير في أن تقديرهم هو مئة ألف أو أكثر من ذلك ، أو للشك في عددهم ، والمقصود أنهم لكثرتهم لا يستطيع الرائي أن يتبيّن عددهم تماما.
كما استشهد الكوفيّون بكون «أو» بمعنى «بل» بقول الشاعر :
بدت مثل قرن الشّمس في رونق الضّحى |
|
وصورتها أو أنت في العين أملح |
والتّقدير : بل أنت. ورفض البصريّون هذا المعنى إذ قدّروا «أو أنت في ...» بـ «أم أنت في ...» وإن كانت «أو أنت ...» فهي للشكّ وليست بمعنى «بل» واستشهد الكوفيّون بقوله تعالى : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً)(٢) على تقدير «أو» بمعنى «بل». فردّ البصريّون بأن «أو» هنا تفيد الإباحة لا الإضراب واستدلّ الكوفيّون على رأيهم بقول الشاعر :
قالت : ألا ليتما هذا الحمام لنا |
|
إلى حمامتنا أو نصفه فقد |
فردّ البصريّون بقولهم : ورد البيت بالقول :«ونصفه» وإذا كان القول : أو نصفه فيكون التّقدير : أو هو ونصفه.
وخلاصة قول البصريين أن «أو» لا تفيد «بل» مطلقا لأن «أو» تفيد اقرار الشيء لأحد الأمرين على الإبهام ، بخلاف «الواو» التي تفيد المساواة والجمع بين الأمرين ، بينما تفيد «بل» الإضراب عن أحد الشيئين وإقرار الأمر لواحد.
١٤ ـ يرفض بعض النحويّين ومنهم ابن هشام العطف بـ «أو» بعد همزة التّسوية فلا تقول :«سواء أدرست أو لم تدرس فإنك راسب» بل القول «سواء أدرست أم لم تدرس فإنك ناجح» على تقدير العطف بـ «أم» بعد التّسوية. وعارضه بعضهم ومنهم صاحب الصّحاح بقوله : تقول «سواء عليّ قمت أو قعدت». بينما يرى غيره جواز
__________________
(١) من الآية ١٤٧ من سورة الصّافّات.
(٢) من الآية ٢٤ من سورة الإنسان.