(مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(١). فالكسر على تقدير : فهو غفور رحيم ، والفتح على تقدير : الحاصل بسبب التّوبة هو الغفران والرّحمة ، وكقوله تعالى : (وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ)(٢).
أي : فإنه يئوس ، أو فهو يئوس. حيث قدّرت «إنّ» بعد فاء الجزاء مكسورة الهمزة «فإنه» أو مفتوحة.
٢ ـ إذا وقعت بعد «إذا» الفجائيّة ، مثل : «نمت فإذا إنّ الحلم مزعج» وقعت «إنّ» بعد «إذا» الفجائية فيجوز فتح الهمزة أو كسرها. وكقول الشاعر :
وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا |
|
إذا إنّه عبد القفا واللهازم |
حيث وقعت «إن» بعد «إذا» الفجائيّة فالكسر على معنى فإذا هو عبد القفا والفتح على تقديره فإذا العبوديّة ، أي : حاصلة. «عبد» : خبر «إن» ، ويجوز اعتبار إذا الفجائيّة ظرف زمان ، أو ظرف مكان ، متعلّق بخبر مقدّم ، والمصدر المؤوّل من أن ومعموليها مبتدأ مؤخّر ففي مكان الحلم أو زمانه ، أو في وقت العبوديّة أو زمانها.
٣ ـ إذا وقعت في صدر جملة واقعة في جواب القسم ، وليس خبر «إن» مقرونا بـ «اللام» بشرط أن تكون جملة القسم اسميّة ، مثل : «لعمرك إن الظّلم عاقبته وخيمة» أو فعليّة ، مثل : أقسم بالله إنّ الظّلم حرام ، وكقول الشاعر :
أو تحلفي بربّك العليّ |
|
إنّي أبو ذيّالك الصّبيّ |
حيث وردت جملة القسم فعليّة «أو تحلفي بربك» فيجوز فتح همزة «إن» وكسرها.
٤ ـ إذا وقعت بعد فعل من أفعال القلوب وليس خبرها مقرونا بـ «اللام» ، مثل ، علمت أنّ الصبر من علامات الإيمان» ، «أنّ» وما بعدها في تأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «علمت» فجاز فتح همزة «إنّ» وكسرها.
٥ ـ إذا وقعت بعد مبتدأ هو قول ، أو في معناه ، وخبرها قول ، والقائل واحد مثل : «قولي : أنّي مقرّ لك بالفضل» «قولي» : مبتدأ مرفوع بالضّمة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم. و «الياء» في محل جرّ بالإضافة. والجملة المؤلفة من «أن» مع معموليها هي خبر المبتدأ لذلك جاز كسر همزة «إن» وفتحها «أنّ». ومثل : «كلامي : أني معترف بصنيعك» حيث وردت جملة الخبر بعد ما هو بمعنى القول وهو «كلامي». وإذا لم يكن المبتدأ قولا ، أو ما في معناه وجب الفتح ، مثل :«اعتقادي أن القناعة كنز لا يفنى». «اعتقادي» :مبتدأ ليس بمعنى القول. والخبر الجملة المؤلفة من «أنّ» وما بعدها.
٦ ـ إذا وقعت بعد «حتى» الجارّة والعاطفة ، مثل : «عرفت طباعك حتى إنّك محترم» ، «حتى» ، بمعنى «إلى» حرف جرّ وعطف في آن معا. فجاز فتح همزة «أن» وكسرها «إن» أما إذا كانت «حتى» ابتدائيّة فتكسر همزة «إنّ» بعدها ، مثل : «مرض زيد حتى إنهم لا يرجونه».
٧ ـ إذا وقعت في موضع التّعليل ، كقوله تعالى : (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)(٣) ، أي : لأنه هو البرّ الرّحيم. وكقوله تعالى : (صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ
__________________
(١) من الآية ٥٤ من سورة الأنعام.
(٢) من الآية ٤٩ من سورة فصّلت.
(٣) من الآية ٢٨ من سورة الطّور.