تؤوّل بالمشتقّ يجوز عند استعمالها مراعاة لفظها ، أي : تعامل معاملة الأسماء الجامدة من حيث الإعراب فهي إما مبتدأ ، أو خبر ... ومراعاة معناها ، أي : معاملتها معاملة اسم الفاعل كاف ولا تقع إلا نعتا بعد نكرة ، أو حالا بعد معرفة ، مثل : «استمعت إلى طبيب حسبك من طبيب» «حسب» نعت لأنها وقعت بعد نكرة ، ومثل :«استعملت إلى الشاعر شوقي حسبك من شاعر» «حسب» حال منصوب لأنها أتت بعد معرفة. وقد يحذف المضاف إليه بعد «حسب» وينوى معناه فقط ، وفي هذه الحالة يكون لفظه جامدا مؤوّلا بالمشتق ، مفردا ، نكرة ، مبنيّا على الضّم فيصير المعنى «ليس غير» ويكون نعتا لنكرة ، أو حالا بعد معرفة ، أو مبتدأ بشرط اقترانه بالفاء أو قد يكون خبرا ، مثل : «إنّ لكلّ بلدة حاضرة فحسب» أي : لا غير وتعرب كلمة «حسب» نعتا مبنيا على الضّمّ في محل نصب. ومثل : «تسعت البناية حسب» ، «حسب» : حال مبني على الضّم في محل نصب ، ومثل : «اشتريت ثلاثة كتب فحسب» «فحسب» «الفاء» : زائدة. «حسب» مبتدأ مبنيّ على الضّمّ في محل رفع خبره محذوف.
سادسا : «أوّل». لهذه الكلمة استعمالات كثيرة منها :
١ ـ تكون اسما لا ظرفا ومعناه مبدأ الشّيء ، كقول الشاعر :
عرف الناس أنّ حاتم طيّء |
|
أوّل في النّدى وأنت الثاني |
٢ ـ يكون اسما جامدا ، لا ظرفية فيه ، مؤولا بالمشتقّ ، ومعناه «أسبق» الدّالة على التّفضيل ، وهو معرب ممنوع من الصّرف للوصفية ووزن الفعل ، مثل : «أنت في الكرم أول من هذين الرّفيقين». «أول» خبر المبتدأ مرفوع.
٣ ـ أن يكون ظرفا بمعنى «قبل» ويجري عليه حكم «قبل» و «غير» ... ويعرب إذا كان مضافا لفظا ومعنى ، مثل : «أسرعت للغريق أول القادمين» «أول» حال منصوب وهو مضاف «القادمين» : مضاف إليه مجرور «بالياء» لأنه جمع مذكّر سالم. ويعرب أيضا إذا حذف المضاف إليه ونوي لفظه نصّا ، مثل : «أسرعت للغريق أول ...» «أول» حال منصوب. وإذا حذف المصاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه ، مثل :«أسرعت للغريق أولا» : «أولا» : حال منصوب.
ويبنى على الضم إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه مثل : «أسرعت للغريق أوّل». «أول» : حال مبني على الضّمّ في محل نصب.
حذف المضاف : يجوز حذف المضاف بثلاثة شروط :
١ ـ إذا وجدت قرينة تدلّ على المضاف نصّا ، أو بمعناه ، بحيث لا يؤدي الحذف إلى لبس أو تغيير ، كقوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ)(١) أي : اسأل أهل القرية.
٢ ـ إذا صحّ أن يقوم المضاف إليه مقام المضاف المحذوف ، فيكون فاعلا ، كقوله تعالى : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)(٢) أي :وجاء أمر ربك ، «ربّك» : فاعل جاء. أو مفعولا به كقوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ)(٣) «القرية» :مفعول به وكقوله تعالى : (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) (٤) أي : حبّ العجل. «العجل» مفعول
__________________
(١) من الآية ٨٢ من سورة يوسف.
(٢) من الآية ٢٢ من سورة الفجر.
(٣) من الآية ٩٣ من سورة البقرة.