الفعل الظّاهر والأصل أن يكون الفعل بصورة المفرد إذا كان الفاعل مثّنى أو مجموعا ، وكذلك قول الشاعر :
أودى بنيّ وأعقبوني حسرة |
|
عند الرّقاد وعبرة لا تقلع |
حيث أضيف الاسم الملحق بجمع المذكّر السّالم إلى ياء المتكلّم فرجع إلى الأصل في قلب «الواو» علامة الرّفع إلى «ياء» وأدغم المثلان ، وحذفت «النّون» قبل ياء المتكلّم عند الإضافة ، وياء المتكلّم ، ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محل جرّ بالإضافة.
وإذا قلنا إن الفعل المضارع المرفوع يكون مرفوعا لتجرّده من النّاصب والجازم يكون ذلك مخالفا للأصل في أنّ الرّفع قبل النّصب والجزم.
أصول النّحو
اصطلاحا : هي التي يبحث بها عن أدّلة النّحو الإجماليّة من حيث هي أدلّة النّحو وكيفيّة الاستدلال بها وحال المستدلّ. وتسمّى أيضا : أدّلة النّحو.
أصول النّحو السّماعيّة
هي التي يحتج بها ، وهي على الترتّيب التالي بحسب أهميتها : القرآن الكريم ، الحديث الصّحيح السّند ، الشّعر ، أمثال العرب.
الإضافة
اصطلاحا : هي نسبة اسم إلى اسم آخر على معنى «في» إذا كان المضاف إليه ظرفا للمضاف ، مثل : «أتعبني سهر اللّيل وحراسة الحقول» أي : سهر في الليل وحراسة في الحقول ، أو على معنى «من» إذا كان المضاف بعضا من المضاف إليه وصالحا للإخبار به عنه ، مثل : «اشتريت خاتم ذهب» أي : خاتما من ذهب ، أو على معنى «اللّام» فتكون هي «لام الملك» أو الاختصاص ، مثل : «أعجبني ثوب زيد» أي : ثوب لزيد.
علاقة المضاف بالمضاف إليه : تتحدّد العلاقة بين المضاف والمضاف إليه ، بما يلي :
١ ـ يجّر المضاف إليه بالمضاف ، مثل :«خزانة الكتب مرتّبة صفوفها» «الكتب» مضاف إليه مجرور بالمضاف وكذلك «الهاء» في كلمة صفوفها في محل جرّ بالمضاف.
٢ ـ يحذف من المضاف نون التّنوين الظّاهرة أو المقدّرة ، والنّون المقدّرة هي التي لا تظهر على آخر الكلمة كالممنوع من الصّرف ، كما تحذف منه نون التّثنية والجمع ، مثل : «يد زيد نظيفة» و «دراهم عمر قليلة» حيث حذف التّنوين الظّاهر من كلمة «زيد» والتّقدير : «يد لزيد» ، كما حذف التّنوين المقدّر من كلمة «دراهم» الممنوعة من الصّرف ، كقوله تعالى : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ)(١) والأصل : «يدان» حذفت «النون» في المثنّى عند الإضافة ، وكقوله تعالى : (وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ)(٢) والأصل «والمقيمين» الصّلاة حيث حذفت «النّون» في الجمع عند الإضافة.
أمّا النّون التي تظهر عليها علامات الإعراب وتكون من حروف الكلمة الأصلية فلا تحذف عند الإضافة ، فتقول : «بساتين زيد تسرّ النّاظرين».
٣ ـ قليلا ما يضاف اسم إلى مرادفه ، مثل :«مسجد الجامع مكتظّ بالمصلّين».
والتّقدير : مسجد المكان الجامع فقد سمع
__________________
(١) من الآية ١ من سورة المسد.
(٢) من الآية ٣٥ من سورة الجح.