٤ ـ أن الموصولين الحرفيّين «لو» و «ما» تسبقان بجملة فعلية ماضية ، مثل : «وددت لو رأيتك مستسلما لنوم هادىء» أو مضارعيّة مثل : أتمنّى لو أشاركك في عملك» وتكونان تامتي التّصرّف ولا توصلان بجملة أمر. لكنّ «ما» توصل أحيانا بأفعال الاستثناء الجامدة الثّلاثة : «خلا» ، «عدا» ، «حاشا» لأنها متصرّفة بحسب أصلها ، أو لأنّ جمودها عارض. وتؤوّل «ما» مع الفعل وفاعله بمصدر تقديره مجاوزين. وهذا لا يكون في الموصولات الاسميّة.
٥ ـ يجوز حذف الموصول الاسمي غير «أل» إذا كان معطوفا على مثله ولا يوقع حذفه في اللّبس ، مثل : «إن فريقا من الطّلاب يدرس جيّدا ، وفريقا يلهو ولا يعبأ بالدرس ، وفريقا تأخذه العناية بالدرس فلا يعبأ بما سواه» فقد حذف اسم الموصول الذي يكون تقديره : وفريقا منهم من يلهو ، وفريقا منهم من تأخذه العناية ... وهذا واضح من سياق الكلام ، ولا يوقع حذفه في اللّبس. أما الموصولات الحرفيّة فلا تحذف منها إلا «أن» التي تنصب المضارع ، وتسبك مع صلتها بمصدر في حالة حذفها كما في حالة وجودها ، مثل قوله تعالى : وأوحينا (إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ)(١) حيث تسبك «أن» وما بعدها بمصدر يقع بدلا من الفعل «أوحينا» والتّقدير : صنع.
ومثل : «يعجبني يدرس أخي» حيث حذفت «أن» المصدريّة وبقي عملها وهو نصب المضارع «يدرس» وتقدّر وهي محذوفة مع الفعل المضارع المنصوب بها بمصدر تقديره : يعجبني أن يدرس أخي : يعجبني درس أخي.
٦ ـ ويختصّ الموصول الحرفيّ «أن» تكون صلته جملة طلبيّة من دون سائر الموصولات الاسميّة والحرفيّة ، كقوله تعالى : وأوحينا (إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ)(٢) حيث وقعت صلة «أن» جملة طلبيّة تتضمّن فعل الأمر «اصنع».
أحكام الموصولات الحرفيّة : لكل من الموصولات الحرفيّة أحكام خاصة تختلف بها عن سواها منها :
أولا : أحكام «أن» السّاكنة «النّون» أصالة غير المأخوذة من «أنّ» المخفّفة ، هي التي تكون صلتها جملة فعليّة دائما ، وكاملة التصرّف سواء أكانت ماضويّة ، مثل : «عجبت من أن تكاسل المجتهد» حيث وقعت صلة «أن» جملة ماضويّة وتقدّر «أن» مع صلتها بمصدر مجرور بـ «من» والتّقدير : عجبت من تكاسل ... أم مضارعيّة مثل : «لا أعجب من أن يقول الحرّ كلمة الحقّ في وجه الحاكم الظّالم» والتّقدير : لا أعجب من قول ... الصّلة جملة مضارعيّة. وكقول الشاعر :
إنّ من أقبح المعايب عارا |
|
أن يمنّ الفتى بما يسديه |
حيث وقعت صلة «أن» جملة مضارعيّة تقدر بمصدر مرفوع هو خبر «إنّ» ، والتّقدير : إن من أقبح المعايب تمنّن ... أو جملة فعلها أمر ، كقوله تعالى : وأوحينا (إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ) الجملة الصّلة فعلها أمر «اصنع». ومثل : «أومأنا إليه أن بادر بالعمل» «بادر» فعل أمر وجملته صلة «أن» ويقدر معها بمصدر تقديره مبادرة و «أن» المصدريّة تقدّر مع صلتها بمصدر ويكون له محلّ من الإعراب حسب مقتضى الجملة قبله ، فقد يكون المصدر المؤوّل مبتدأ ، مثل : («أَنْ تَصُومُوا
__________________
(١) من الآية ٢٧ من سورة المؤمنون.
(٢) من الآية ٢٧ من سورة المؤمنون.