بالهمزة المعوّضة عن «الباء» حرف الجر المحذوف ، ومنهم من يقول : إنّه مجرور بحرف الجرّ المحذوف والهمزة عوضا منه.
ثانيا : التّسوية ، هي التي تقع بعد كلمة «سواء» أو «ما أدري» أو «ما أبالي» ويصح أن يحل المصدر محلّها مع ما بعدها ، كقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(١) والتّقدير : سواء إنذاركم أو عدم إنذاركم ....
ثالثا : همزة النّداء وهي التي تستعمل في نداء القريب ، كقول الشاعر :
أفاطم مهلا بعض هذا التّدلّل |
|
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي |
رابعا : همزة التّعريف على لغة من يقول : إن أداة التعريف في كلمة «الطفل» هي الهمزة لا «أل» ولا «اللّام» وتكون همزة قطع ، لا همزة وصل مثل : «العزّى».
خامسا : همزة «أي» التي تكون للنداء ، كقول الشاعر :
ألم تسمعي أي عبد في رونق الضّحا |
|
بكاء حمامات لهنّ هدير |
سادسا : الهمزة الفعلية هي فعل أمر من «وأى» بمعنى «وعد» كما في مثل :
إنّ هند المليحة الحسناء |
|
وأي من أضمرت لخلّ وفاء |
حيث ورد فعل الأمر «إنّ» والأصل «إينّ» فحذفت «الياء» منعا من التقاء ساكنين ، ويعرب «إنّ» فعل أمر مبني على حذف النّون لأنه آت من الأفعال الخمسة و «ياء» المخاطبة المحذوفة منعا من التقاء ساكنين هي ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل و «النون» : حرف توكيد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب «هند» منادى مبني على الضّمّ في محل نصب «المليحة» نعت «هند» تبعه على اللفظ «الحسناء» نعت «هند» تبعه على المحل. «وأي» : مفعول مطلق منصوب وهو مضاف ؛ «من» : اسم موصول مبنيّ في محل جرّ بالإضافة.
سابعا : هي حرف من أحرف المضارعة ، مثل : «أكتب» ، «أدرس» ، «أكرم» «أحجم» وتكون مفتوحة في الثّلاثي والخماسي والسّداسيّ ، مثل : «أكتب ، أنطلق ، أستخرج» ومضمومة في الرّباعي مثل : «أحجم ، أكرم» على أنّ قبيلة بهراء تكسر حرف المضارعة فيقولون : تعلم ، تئثم ، كقول الشاعر :
لو قلت ما في قومها لم تيثم |
|
يفضلها في حسب وميسم |
حيث ورد المضارع «تيثم» والأصل : «تئثم» وقلبت الهمزة المكسورة ما قبلها إلى «ياء» ، كما نقول في ذئب : «ذيب».
ثامنا : همزة «أفعل» التي تصيّر اللّازم متعدّيا مثل : جلس ، فعل لازم «أجلس» متعدّ ، وتدخل بخاصّة على الفعل الثّلاثي الذي يتعدّى لو نطق به فتقدّر الهمزة زائدة مثل : «ألقى الفلاح البذور في الأرض» والأصل : «لقى» ، لأنه من «اللقاء» وجذره «اللّام والقاف والياء» ودخلت الهمزة للتّعدية ، إلا أنه لم ينطق به إلا بالهمزة ، لذلك تقدّر الهمزة زائدة ، وهذه الهمزة تدخل على «اللّازم» فيتعدّى بواسطتها إلى مفعول واحد ، كما تدخل على المتعدّي إلى واحد فيتعدّى إلى اثنين ، مثل : «أجلس الولد أخاه» فالفعل «جلس»
__________________
(١) من الآية ٦ من سورة البقرة.