قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الممتع في التّصريف

258/380
*

وقلبت الواو في «سياط» و «ديار» لانكسار ما قبلها ، وكون الألف بعدها وهي تشبه الياء ، وكون الواو قد توهّنت في مفرد «سياط» بالسكون ، وفي مفرد «ديار» بقلبها ألفا ، وكون الكلمة جمعا والجمع ثقيل. ولو نقص شيء من هذه الأسباب لم تقلب الواو ياء ؛ ألا ترى أنّ «زوجة» صحّت واوه لأنها ليس بعدها ألف ، و «طوال» صحّت واوه لأنها متحرّكة في المفرد ، و «جوارب» جمع جورب صحّت واوه لأنها ليس قبلها كسرة. وزاد أبو الفتح في الشروط ألّا تكون العين في المفرد مضعّفة ، فإن كانت مضاعفة لم تنقلب الواو في الجمع ياء نحو «رواء» في جمع «ريّان». وإنّما صحّت لاعتلال اللّام بانقلابها همزة. فكرهوا إعلالها ، لما يلزم عن ذلك من توالي إعلالين. ويجوز عندي أن يكون «رواء» جمع «رويّ» لا جمع «ريّان» ، فتكون صحّة الواو في الجمع لما ذكرناه ، ولتحركها في المفرد.

وقد قلبت الواو في جمع «طويل» ، فقالوا «طيال» ، وذلك في الشعر ولا يقاس عليه. قال الشاعر :

تبيّن لي أنّ القماءة ذلّة

وأنّ أشدّاء الرّجال طيالها (١)

ومن ذلك «فعّل» إذا كان جمعا ، ولم يكن معتلّ اللّام ، فإنه يجوز قلب الواو الأخيرة ياء ، ثم تقلب الواو الأولى ياء ، وتدغم الياء في الياء حملا للعين على اللّام. وذلك نحو «صائم وصيّم وصوّم» و «جائع وجيّع وجوّع». قال الشاعر :

ومغرّض تغلي المراجل تحته

عجّلت طبخته ، لرهط جيّع (٢)

يريد «جوّعا». والوجه ألّا تقلب. وذلك أنك كنت تقول في جمع عات : «عتيّ». فتقلب في الجمع لا غير. للعلة التي تذكر في موضعها. فلمّا كانت قريبة من الطرف شبّهت باللّام. ولك أيضا أن تقلب الضّمّة كسرة ، إذا قلبت الواو ياء ، فتقول «صيّم» ، كما فعلت ذلك في عصيّ. ولا يلزم ذلك كما لزم في «عصيّ» لبعد العين من الطّرف. فإن كان مفردا لم يجز القلب. وذلك نحو قولك «رجل حوّل». وإنما لم يجز القلب ، لأنّ الوجه فيما اعتلّت لامه فكانت واوا أن تثبت في المفرد ، نحو قولك «عتا يعتو عتوا». قال تعالى :

__________________

(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لأنيف بن زبان في الحماسة البصرية ١ / ٣٥ ، وشرح المفصل لابن يعيش ٥ / ٤٥ ، وشرح شواهد الشافية ص ٣٨٥ ، ولأثال بن عبدة بن الطيب في خزانة الأدب للبغدادي ٩ / ٤٨٨ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك لابن هشام ٤ / ٨٨٦ ، وشرح الأشموني ٣ / ٨٤٤.

(٢) البيت من البحر الكامل ، وهو للحادرة في ديوانه ص ٥٨ ، وبلا نسبة في الخصائص لابن جني ٣ / ٢١٩ ، وشرح الأشموني ٣ / ٨٧٠ ، ولسان العرب لابن منظور ، مادة (جوع).