بالملك الذي له
الفخر والمجد والثناء خضعت له الآلهة بجلاله ، ووجلت القلوب من مخافته ، فلا عدل
له ولا ند ، ولا يشبهه أحد من خلقه ، ونشهد له بما شهد به لنفسه واولوا العلم من
خلقه : ان لا اله الا الله ، ليس له صفة تنال ولا حد تضرب له الأمثال ، المدر صوب
الغمام ببنات نطاف
ومتهطل الرباب
بوابل الطل
، فرش الفيافي والآكام بشقيق الدمن وانيق الزهر وانواع النبات المبجس بثق العيون
الغزار من صم الاطواد ، يبعث الزلال حياة للطير والهوام والوحش وسائر الانعام
والأنام ، فسبحان من يدان لدينه ولا يدان لغير دينه دين وسبحان الذي ليس لصفته نعت موجود ولا
حد محدود ، ونشهد ان محمداً صلىاللهعليهوآله
عبده المرتضى ونبيه المصطفى ورسوله المجتبى ، ارسله الله الينا كافة ، والناس اهل
عبادة الاوثان وجموع الضلالة ، يسفكون دمائهم ويقتلون اولادهم ويخيفون سبلهم ،
عيشهم الظلم وأمنهم الخوف وعزهم الذل مع عنجهية عمياء وحمية ، حتى استنقذنا الله
بمحمد صلىاللهعليهوآله من الضلالة
وهدانا بمحمد من الجهالة ، وانتاشنا
بمحمد صلىاللهعليهوآله من الهلكة ،
ونحن معاشر العرب اضيق العرب
معاشا ، واخشنهم رياشا ، جل طعامنا الهبيد وجل لباسنا الوبر والجلود مع عبادة
الاوثان والنيران ، فهدانا الله بمحمد إلى صالح الأديان وانقذنا من عبادة الاوثان
بعد ان امكنه الله من شعلة النور ، فأضاء
__________________