مقدمة التحقيق
قال الله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).
الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونتوب إليه ، ونؤمن به ونتوكل عليه ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمّد رسوله ونبيّه أرسله بالهدى ، وعلى آله وصحبه الذين ازداد بهم الحق إشراقا ، والخير انتظاما واتساقا. أما بعد.
ترجمة ابن عساكر
اسمه ومولده وحياته :
هو علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين ، أبو القاسم الدمشقي الشافعي ، المعروف بابن عساكر.
ولد في المحرم ، في أول الشهر ، سنة تسع وتسعين وأربعمائة ، في مدينة دمشق.
أخذ العلم والفقه منذ الحداثة بدمشق حيث عاش في بيت جليل ، وقد كان أبوه الحسن بن هبة الله شيخا صالحا (١) عدلا ، محبّا للعلم ، مقدّرا للعلماء ، مهتما بأمور الدين والفقه.
يقول د. صلاح الدين المنجد في مقدمة المجلدة الأولى من تاريخ ابن عساكر (٢) :
«كان للبيئة التي نشأ فيها الحافظ ابن عساكر أثر كبير في اتجاهه نحو العلم ونبوغه فيه ، فقد نبت في بيت قضاء وحديث وفقه ، وكان ألّاف هذا البيت من كبار علماء دمشق
__________________
(١) طبقات الشافعية للسبكي : ٧ / ٧٠.
(٢) تاريخ ابن عساكر المجلدة الأولى : ص ١١.