٥ ـ السيد ذاكر حسين بن السيد حامد حسين المتوفى ..
من كبار العلماء البارزين في الهند ، وكان أديبا شاعرا له تصانيف منها : الأدعية المأثورة ـ ديوان شعر بالفارسية والعربية. حواشي على عبقات والده (٧).
مولده ونشأته :
أنا لاأريد أن يقتصر القارئ على هذا المقدار من المعرفة بالمؤلف ..
كرم الله وجهه ، كما لا أستسيغ أن يكتفي بطائر أسمه ، وسعت شهرته في العالم الأسلامي ، وذيوع براعته وتفوقه في التراث الفكري ، وإنما أرغب أن يتجاوز القارئ هذا الحد من المعرفة ، ويتطلع الى شئ من حياته ، وبيسير من ظروفه التي هيأت له هذه الحياة ، ومراحلها الثقافية.
ولد السيد ناصر حسين .. في لكهنو ١٩ جمادي الثانية عام ١٢٨٤ ه من أبوين جليلين كريمين عريقين ، وترعرع ودرج في بيت أذن الله أن ترفع وتقلد الزعامة الدينية ، وقامت دعائمه على العلم ، والتقوى ، والزهد ، والصلاح ، والرئاسة ، والرفعة فكانت طبيعة الأرث الأثيل ، تدفعه للقيام من جهة بمسؤولية الرسالة الكبرى .. الزعامة الفكرية .. ودواعي الحياة وبواعثها تشحذ ثباته وتسقل مواهبه من جهة أخرى.
درج الشبل .. في مراتع العلم والأخلاق ، وتوقل في مدارج الفضيلة والكرامة ، حتى إذا ما أنتهى الى مدارج الشباب الفض تراكمت واصطلحت عليه بواعث الخير والمجد ، وجعلت منه صورة حية للفضيلة ، صورة متكاملة ومستجمعة ، ومنتزعة من بيته ، وبيئته ، وتربيته وفطرته الصحيحة السليمة ، فكانت لهذه العناصر الأربعة المقدسة ، أثرها المشرق الواضح في نشأته العلمية ، ومكانته الدينية بعدها ، فلم يكد يجتاز الشوط الأول في حياته الثقافية ، حتى دلت عليه قابليته وكفايته ، فولى وجهه شطر باب مدينة علم النبي الأقدس (ص) النجف الأشرف .. وكان لابد له من إتيانه بعد أن قرأ قوله (ص) : أنا مدينة
__________________
(١) أعلام الشيعة ٢ : ٧١٤. الذريعة ١ : ٣٩٩.