على منزلة ربه من قلبه فانه ان رأى نفسه راغبا إلى تكرار الاذكار عرف ان لله جل جلاله عنده منزلة تكون وسيلة إلى السلامة من الاخطار فمن احب شيئا اكثر من ذكره.
ورأيت من فوائد المحافظة على المناجاة ان الله جل جلاله يقول اذكروني اذكركم ومن المعلوم انه لو قال بعض ملوك الدنيا الفانية لاحد مماليكه الذين يعرفون قدر منزلته العالية اذكرني حتى اذكرك وكان في حضرة الملك كما هو في حضرة الله جل جلاله فانه كان يجتهد في دوام ذكره غاية الاجتهاد ليذكره مولاه ويشرفه بذكره في الدنيا والمعاد.
الا ترى معنى قول الشاعر :
يود بان يمسى مريضا لعلها |
|
إذا سمعت عنه بشكوى تراسله |
ويهتز للمعروف في طلب العلى |
|
لتذكر يوما عند سلمى شمائله |
فالعبيد العارفون المؤدبون يجتهدون في الاكثار من ذكر مولاهم الذى يراهم ليذكرهم أو لعله بفضله يرضى عنهم أو يرضاهم.
ووجدت من فوائد المحافظة على المناجاة بالمنقول عدة فوائد شريفة المأمول.
منها ان الالهام للدعاء يدل على قصر البلاء كما رواه محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم قال قال أبو عبد الله عليه السلام تعرفون طول البلاء من قصره قلنا لا قال إذا الهمتم أو الهم احدكم بالدعاء فليعلم ان البلاء قصير.
ومنها ان تقديم الدعاء قبل الابتلاء دافع للابتلاء وبعد البلاء قد لا يحصل به بلوغ الرجاء كما رواه محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن