النساء بالحلي والحلل
المزينة رايتهم
يومئذ بزي الملوك الجبابرة يتباهون بالجاه وأولياء الله عليهم العناء مشحبة
ألوانهم من السهر
ومنحنية أصلابهم من القيام قد لصقت بطونهم بظهورهم طول الصيام (قد أذهلوا أنفسهم
وذبحوها بالعطش طلبا لرضى الله وشوقا إلى جزيل ثوابه وخوفا اليم عقابه).
فإذا تكلم منهم متكلم بحق أو تفوه بصدق
قيل له اسكت فأنت قرين الشيطان ورأس الضلالة يتأولون الله على غير تأويله ويقولون (من
حرم زينه التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق) .
واعلم
يا أسامة ان أكثر الناس عند الله منزله يوم
القيامة وأجزلهم ثوابا وأكرمهم مآبا من طال في حزنه وكثر فيها همه ودام فيها غمه
وكثر جوعه وعطشه أولئك الأبرار الأتقياء الأخيار
ان شهدوا يعرفوا وان غابوا لم يفتقدوا.
يا أسامة أولئك تعرفهم بقاع وتبكى إذا
فقدتهم محاريبها فاتخذهم لنفسك كنزا وذخرا لعلك تنجو بهم من زلازل الدنيا وأهوال
القيامة وإياك ان تدع ما هم فيه وعليه فتزل قدمك وتهوى في النار فتكون من الخاسرين.
واحذر
يا أسامة ، أن تكون من الذين
قالوا سمعنا وهم لا يسمعون.
وللحاجة إلى بعض هذه الوصية ولحسنها
كرهت أحذف منها شيئا.
__________________