(٢) وإذا كان المراد من الانفس نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد خرج بنفسه ومعه الابناء والنساء وانتهى كل شئ فكيف جاء امير المؤمنين علي عليه السلام مع المتباهلين؟! ...
وليس من السهل ان تجر العاطفة رسول الله فيخرج معه عليا إذا لم يكن مأمورا بذلك ، فان رسول الله (ص) لم يكن سيد حزب ، وانما هو سيد امة ة ولم تكن اعماله مما يشتبهه وانما اعماله ضمن حدود الله سبحانه فلا يتجاوز حدود الله ، وبالاجماع خرج معه علي.
ولماذا يا مفسرون؟
فان قيل لمكان صيغة الجمع في «انفسنا» قلنا إن صيغة الجمع لا تستلزم ان يخرج عليا من بين مئات الالوف من صحبه فاما ان يفرض المفسرون ان رسول الله كان مأمورا باخراجه وهذا ما نقوله ، واما ان يفرضوا ان اختاره من تلقاء نفسه ، ولا محيص لهم عن الاعتماد على سبب مفهوم لهذا الاختيار ، لامتناع تأثر النبي بالعاطفة.
على ان الصيغة باعتبارها جمع تدل على الثلاثة على الاقل فاين الثالث يا ترى؟ وهل ان النبي لم يجد بين اصحابه الرجل الذي يليق لان يخرج معه؟!. وايضا الكلام يأتي في صيغة «نساءنا» فلماذا اخرج الزهراء عليها السلام فقط ولم يخرج معه غيرها وفي بيته صلى الله عليه وآله وسلم تسع نسوة؟ .. ولماذا ..؟ والاسئلة كثيرة ومحرجة.
اذن ليس المراد هو ابناء المسلمين ونساءهم وانفسهم ، وانما المراد هؤلاء فقط لاغيره واذن الامر من عند الله «ان هو الا وحي يوحى علمه