الشعور والخطأ في التفكير ، لان الاية الكريمة سيقت لاسمي من ذلك.
وكانت الطريقة المثلى للمفسرين ـ إذا ارادوا الانتفاع بهذه التفاسير انتفاعا صحيحا ـ ان يعني المفسرون بالاخبار الصحيحة ملاحظين ما ورد عن اهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومهبط الوحي ، وخزانن العلم ، فان القرآن لهم ، ونزل عليهم في بيتهم ، وهم اعلم الناس به خاصا وعاما ، ومجملا ومبينا وناسخا ومنسوخا ، ومحكما ومتشابها ، والقرآن معهم وهم معه لن يفترقا حتى يردا على رسول الله صلى الله عليه وآله الحوض. ولكن شاءت السياسة للناس ان يعرضوا عن آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ أئمة العلم ، الراسخين في الدين قدما ، الثابتين على منهاج رسول الله (ص) البعيدين عن الزلل المطهرين من الرجس ـ وشاءت لهؤلاء الناس ان يرجعوا الى القدري والجبري والمرجئي والى الوضاعين المتزلفين الى رجال السلطة.
ولا نريد ان نتبسط في الحديث مع المفسرين فان لهم ما يرتأون من تفسير ولهم ما يشتهون من الطريقة التي يسيرون عليها.
وكذلك لا نريد ان نتساءل عن المدى الذي اصابوه في ما ذهبوا إليه من تفسير أو تأويل وما استدعى ذلك من تغيير خطير لان البحث في ذلك يستدعي عناية خاصة ليس موضوعها هذا الكتاب.
ومهما يكن من امر فان الاغراض اتسعت وكان الى جانبها مولود شاب يسير الاغراض في رقعتها الوسيعة ، ولكن بالرغم عن ذلك فان في المفسرين من تحلل بعض التحلل فحدثونا عن النجرانيين انهم حينما رأوا ابا القاسم صلى الله عليه وآله ومعه «اهل بهلته» جفلوا وقال قائلهم :